استلذاذه، أو للتنبيه على غباوة السامع، أو للتقرير، أو للايضاح إلى غير ذلك.
وقد يحذف للتعظيم، أو للتحقير، أو للاستغناء عنه، أو لايقاع السامع في حيرة، إلى غير ذلك مما هو مذكور في محله.
وكذا سائر الخصوصيات التي ذكرناها، وما لم نذكره أكثر بكثير.
هذا بالإضافة إلى الاستعارات، والكنايات، والتعريضات، والإشارات، وغير ذلك مما تكفل لبيانه علم المعاني والبيان والبديع.
حتى إنهم ليذكرون العديد من الامتيازات لقوله تعالى: (في القصاص حياة) على ما كان أبلغ كلام عند العرب. وهو قولهم: (القتل أنفى للقتل).
ويكفي أن نشير إلى أن جملة زيد قائم، إذا لو حظ المسند إليه فيها فإنه ظاهر، ومقدم، ومعرف بالعلمية. وكل من هذا الثلاثة يقع على حالات كثيرة. وكذا الحال بالنسبة للمسند وهو كلمة - قائم. ثم لا بد من ملاحظة الهيئة التركيبية، وموقعها من غيرها، ومع مالها من متعلقات.
وهكذا يتضح أن الجملة الواحدة ربما تفيد معنى له العديد من الخصوصيات الهامة، فكيف إذا لوحظت تلك الجملة مع غيرها من الهيئات التركيبية الأخرى، ثم أريد استخلاص المعاني من المجموع.
هذا كله، بالإضافة إلى لزوم معرفة أساليب العرب، وطرائق استعمالاتهم للكلام ومقاماتها، فإن ذلك يفيد كثيرا في الوقوف على معاني القرآن، وفهم مراميه.
وقد روي أن بعضهم كان في مجلس الإمام السجاد (عليه السلام)، فقال له: يا ابن رسول الله، كيف يعاتب الله، ويوبخ هؤلاء الاخلاف على قبائح اتاها أسلافهم، وهو يقول: (لا تزر وازرة وزر أخرى)؟!