قال: أنشدك الله... إلى أن قال:
فقال الرجل: آمنت بما جئت به، وأنا رسول من ورائي من قومي، وأنا ضمام بن ثعلبة الخ. (1) فان عدم قدرة ضمام على تمييزه (صلى الله عليه وآله وسلم) عن أصحابه، لخير دليل على خلق النبي العظيم، وعلى أن الاسلام لا يعترف بتلك الفوارق المصطنعة بين الحاكم ورعيته، ولا يعتبر أن الحكم يعطي للحاكم امتيازا، وإنما هو مسؤولية.
كما أن اسلام ضمام استنادا إلى شهادة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نفسه ليعتبر الذروة في الثقة به (صلى الله عليه وآله وسلم)، وتأثير هذه الثقة في قبول دعوته، وانتشار رسالته.
2 - هذا مع ما كانت تعرفه قريش فيه، من وفور العقل، وحسن التدبير، وأصالة الرأي - وقد تقدمت قضية رفع الحجر الأسود إلى موضعه عند بناء البيت، وحله (صلى الله عليه وآله وسلم) المشكلة التي كانت تواجههم.
ثم ما ظهر له من الآيات والبراهين، حين ولادته، وبعدها، وكونه ابن الذبيحين، الامر الذي جعل له قدسية خاصة في نفوس الناس.
نعم، إن كل ذلك قد وضع قريشا، وسائر الناس أمام الامر الواقع، فكان كل من يحاول تكذيبه (صلى الله عليه وآله وسلم) يجد نفسه أمام صراع داخلي، ووجداني، لان وجدانه وضميره كان يقول له: أنت الكاذب الحقيقي، وهو الصادق الأمين، وهو محل الثقة المطلقة، وأنت