وأما إرادة العباس بن عبد المطلب وأبي سفيان فلا يمكن قبولها، وذلك لأمور:
أولا: إن هذا الحلف إنما كان ضد الأمويين، وكان سببه العاص بن وائل السهمي، حليف الأمويين، ووالد عمرو بن العاص. فكيف يشارك أبو سفيان فيه، فضلا عن يكون هو الداعي له؟!.
لا سيما وأنه قد تقدم: أن الاحلاف ومنهم بنو أمية قد طردوا الزبيدي حينما استجار بهم، وتاريخ أبي سفيان وأخلاقياته لا تساعد على موقف كهذا منه.
أضف إلى ذلك: أن أبا سفيان والعباس، لم يكونا مؤهلين من حيث السن والنفوذ والاعتبار للقيام بأمر كهذا، كما أشير إليه في الهامش.
ثانيا: ورد أن محمد بن جبير بن مطعم، قدم على عبد الملك، حين قتل ابن الزبير، فقال له عبد الملك: يا أبا سعيد، ألم نكن نحن وأنتم - يعني عبد شمس بن عبد مناف، وبني نوفل بن عبد مناف - في حلف الفضول؟! قال: أنت أعلم. قال: لتخبرني يا أبا سعيد بالحق من ذلك.
فقال: لا والله، لقد خرجنا نحن وأنتم منه. قال: صدقت. وزاد البعض (وهو المعتزلي في جواب ابن جبير: وما كانت يدنا ويدكم إلا جميعا في الجاهلية والاسلام) (1).
وثالثا: كان عتبة بن ربيعة بن عبد شمس يقول: لو أن رجلا وحده خرج من قومه لخرجت من عبد شمس حتى أدخل في حلف الفضول،