بسم الله الرحمن الرحيم يقول حسن الأمين بن السيد محسن الأمين: كان من طريقة والدي في كتابه (أعيان الشيعة) ان لا يترجم للأحياء، وبعد وفاته سنة 1371 توفي الكثيرون من الأعيان الذين يجب ان يترجموا، وكنت بعد وفاته قد تتبعت أسماء بعض من توفوا بعده وأعددت لهم تراجم نشرت في الطبعة الأخيرة وأشرت فيها إلى انهم مما استدركتهم على الكتاب، وقد سقطت هذه الإشارة أثناء الطبع عن بعض الأسماء كأسماء الشيخ خليل مغنية والسيد محمد باقر الصدر والسيد هبة الدين الشهرستاني وغيرهم، ويستطيع القارئ ان يدرك ذلك من ملاحظته تاريخ الوفاة، فجميع من يكون تاريخ وفاتهم بعد تاريخ وفاة المؤلف هم بالطبع ممن استدركت تراجمهم على الكتاب.
ولم أستطع تتبع أسماء جميع من يستحقون الترجمة، لذلك فاتتني أسماء كثيرة وبعد انتشار الطبعة الجديدة دونت تراجم من فاتني تدوين تراجمهم في تلك الطبعة، ثم انني أثناء مطالعاتي وجدت معلومات تتعلق بمن كانت قد نشرت تراجمهم من قبل وآثرت تدوينها كما وجدت ان بعض التراجم قد فاتت المؤلف، فاجتمع من ذلك كله مقدار كبير مهم يجب ان يضاف إلى الأصل فرأيت اخراجه في مجلد مستقل باسم (مستدركات أعيان الشيعة) وهو ما يراه القارئ في هذا المجلد.
وإذا بقيت في الحياة بقية سأظل أتابع وأدون ما استمرت الحياة ومن الله نسأل التوفيق والتسديد.
حسن الأمين آتش، حيدر علي فيض ابادي ولد سنة 1192 وتوفي في لكنو سنة 1263 شاعر هندي اشتهر بلقبه آتش لذلك ترجمناه في حرف الألف.
شاعر جرئ، في شعره نفاسة في الخيال وقوة في الغرام، وهو ذو منهج خاص في النسيب.
آصف الدولة قامت في الهند ثلاث دول شيعية، هي: العادل شاهية، والقطب شاهية، والنظام شاهية، وهذه كانت في الدكن جنوب الهند.
ثم قامت بعد ذلك دولة رابعة هي دولة (أود) في شرق الهند، ولم تكتف هذه الدولة بتبني التشيع ونشر لوائه، بل كانت باعثا قويا على بث المعارف والثقافة الاسلامية وأرقاء الأدب الأردوي. وكانت أول عاصمة لها مدينة فيض آباد، وهناك كان النواب شجاع الدولة المتوفى سنة 1188 حيث التقى فيها من سائر صنوف الناس أعلاها ومن جميع الطبقات أشرفها، وحيث ضمت إليها من كبار الأدباء أمثال سودا ومير وغيرهما.
ثم قام مقامه ولده النواب ميرزا يحيى آصف الدولة فنقل عاصمة الدولة من فيض آباد إلى لكنو. وكان آصف الدولة جوادا كريما شاعرا. وهو صاحب فكرة إيصال الماء من الفرات إلى النجف الأشرف، وبذل في هذا السبيل أموالا طائلة حتى وصل الماء إلى أقرب مكان يمكن إيصاله إليه، ولم يمكن إيصاله إلى النجف نفسها لعلوها.
وفي عهد آصف الدولة زخرت لكنو بالعلماء والشعراء والكتاب والمفكرين، وامتلأت بالمدارس والمكتبات لا سيما التي تضم أمهات الكتب الشيعية، وبرز فيها أول مجتهد هندي شيعي هو السيد دلدار علي، ولمع فيها أكابر شعراء اللغة الآردوية أمثال سوز أستاذ النواب نفسه، وكذلك مير تقي مير وسودا من شعراء البلاط، ومصحفي ومير حسين ومير شير علي أفسوس وغيرهم من شعراء العاصمة لكنو.
وتتابع بعده الملوك واحدا بعد الآخر سالكين السبيل نفسه حتى آخرهم واجد علي شاه.
وقد كان آصف الدولة وواجد علي شاه من الشعراء المجيدين. وحتى اليوم لا يزال الأدباء يسندون أصولهم إلى عهود لكنو، لأن شعراء لكنو وفي طليعتهم ناسك ورشك هم الذين هذبوا اللغة الآردوية ونقوها من اللفظ السوقي ومن الأغلاط والكلمات الركيكة ومن رواسب السانسكريتية وشذبوا قواعدها وسووا منهجها، أو بالأحرى اخرجوا منها لغة مستقلة كاملة تضم فيما تضم أصح الكلمات العربية والفارسية.
وهكذا ترسخت اللغة الأردوية في لكنو.، بالذات وأصبحت لغة الدولة ولغة الثقافة، يعبر بها العلماء والمثقفون في أحاديثهم ومكتوباتهم، فاكتسبت دقة الأسلوب ورشاقة اللفظ وعذوبة النسج ولطافة المغزى في الأمثال والاستعارة، وكان رقيها رقيا نهائيا. (راجع ترجمة السيد مير علي الكبير في الصفحة 349 من المجلد الثامن ففيها ذكر للمترجم).
إبراهيم شرارة بن محمد عبد الله ولد سنة 1341 في بنت جبيل (جبل عامل) وتوفي سنة 1403 في بيروت