وتسمعي نغم السماء وكل ما * في ذلك الفلك البديع الواحي أنا لم أزل بالرغم من تعب السرى * بين الحقول ربابة الفلاح وغناء راعية تلم قطيعها * في المرج بين مسرة ومراح وتئوب والشفق الجميل يطل في * وجناتها وجبينها الوضاح وقال وقد نظمها سنة 1389 (1969 م) ولعلها آخر ما نظم:
كرنين الجرس البالي على قبر الحبيب كنداء الطائر التائه في جو غريب كان صوت النعي في المئذنة الثكلى صدى ينداح في الأرض الحزينه وتعيد الصوت في نبرته الخرساء أجراس الغروب شاحبا مثل مناديل الحزانى النائحات في دروب اللانهايات وفي شتى الدروب ثم تلقيه، وقد مات، على الاطلال في قلب المدينة وعلى الأفق، وقد ماد من الارهاب، أهوال القيامة وشاح احمر اللون ونجم وغمامة وعلى صفصافة النهر التي مالت غراب وحمامة سافرت تحتهما الريح إلى الدنيا نعيبا وابتسامة وسرت دوامة الموت كما يسري عويل الزوبعة وطوت في سيرها الجائع أزهار الفصول الأربعة وأعادت ذابح الأطفال في صدر الأمومة حيوانا هائجا يغتال أوراق البراعم ويدوس المرجة الخضراء أو يلقي على الدوح سمومه عسعس الدخان وأغبر الفضاء الرحب وامتدت عجاجة ومضت تلتف في ولولة الريح وتلتف على كل زجاجة وتغطي قطع البلور في درب السراة المدلجينا وتصوغ الجو كبريتا على الركب ونارا وجنونا وتمشى الليل في حمحمة الخيل وفي أحلى الأغاني وعلى متنيه يختال مع الزهو رداء الأفعوان واله الحرب في موكبه الأعلى يقيم المهرجانا وكؤوس النصر تنساب على الشرب دموعا أرجوانا وانحنى الرعب على الأرض وغطاها كقوس من أفاع ولواء النصر يختال على القوس كأصوات الضباع وعبيد الله يلقي " الخطبة البتراء " في الجيش الشجاع!
ويهين الكوفة الحمراء في قتل الحسين السبط...
في دوس ضلوعه ثم يختال، كما يختال، طاووس الروابي في ربوعه آه ما أكبرها مأساة... مأساة المروءات النبيلة شفق يسود في الفجر على الدنيا ورايات خجولة وعيون تبلع الدمع الذي ماج وتمتص سيوله وعذارى كطيور الورق اليابس في الأسر سبيات ذليلة آه ما أفظعها المأساة... مأساة البطولات النبيلة!
وتبدى الصمت كالكابوس... كالهول على كل الملامح كهواء اللحد... كالشوك الذي ينمو وينمو في الجوانح كذباب ازرق عاش على أخبث ما لمت روائح حول الأنفاس في المحفل انذارا ونيرانا لوافح وانتهى في صرخة كالقدر الزاحف تحت المعمعة كاذب أنت وكذاب أبوك الوغد...
والوغد الذي ولى أباك أيها الشاتم في الحفل سماء الطهر سترى ما أنت... أو من أنت ان هبت على الوادي الرياح الأربعة السيد محمد حسين بن محمد علي الشهرستاني مرت ترجمته في المجلد التاسع الصفحة 232 ونضيف إليها هنا ما يلي:
كانت ولادته في كرمانشاه وفيها نشأ واخذ فيها مقدمات العلوم، ثم هاجر إلى كربلا، فقرأ السطوح وأتمها ولازم حوزة والده السيد محمد علي الشهرستاني وحوزة المولى حسين الأردكاني. له عدا مؤلفاته المذكورة في ترجمته أرجوزة في أقل من ثلاثمائة بيت سماها " غاية التقريب ".
قال في أولها:
وبعد هذا " غاية التقريب " * مهذب " لمنطق التهذيب " ويعني بمنطق التهذيب كتاب تهذيب المنطق للتفتزاني، وقد جمع في هذه الأرجوزة مطالب الكتاب المذكور. وكان نظمه له في سنة 1283.