واستحيا أن يخرج ذلك المتاع وقال لا أعرفه فتركه ثم ولاه المهدى بعد ذلك اليمن وولى الرشيد ابنه الملقب ربرا المدينة * وذكر أحمد بن الهيثم بن جعفر بن سليمان ابن علي قال حدثني صباح بن خاقان قال كنت عند المنصور حين أتى برأس إبراهيم ابن عبد الله بن حسن فوضع بين يديه في ترس فأكب عليه بعض السيافة فبصق في وجهه فنظر إليه أبو جعفر نظرا شديدا وقال لي دق أنفقه قال فضربت أنفه بالعمود ضربة لو طلب له أنف بألف دينار ما وجد وأخذته أعمدة الحرس فما زال يهشم بها حتى خمد ثم جر برجله قال الأصمعي حدثني جعفر بن سليمان قال قدم أشعب أيام أبى جعفر بغداد فأطاف به فتيان بني هاشم فغناهم فإذا ألحانه طربة وخلقه على حاله فقال له جعفر لمن هذا الشعر لمن طلل بذات الجيش * أمسى دارسا خلقا علون بظاهر البيدا * ء فالمحزون قد قلقا فقال أخذت الغناء من معبد ولقد كنت آخذ عنه اللحن فإذا سئل عنه قال عليكم بأشعب فإنه أحسن تأدية له منى قال الأصمعي وقال جعفر بن سليمان قال أشعب لابنه عبيدة إني أراني سأخرجك من منزلي وأنتفي منك قال ولم يا أبه قال لانى أكسب خلق الله لرغيف وأنت ابني قد بلغت هذا المبلغ من السن وأنت في عيالي ما تكسب شيئا قال بلى والله انى لأكسب ولكن مثل الموزة لا تحمل حتى تموت أمها * وذكر علي بن محمد بن سليمان الهاشمي أن أباه محمدا حدثه أن الأكاسرة كان يطين لها في الصيف سقف بيت في كل يوم فتكون قائلة الملك فيه وكان يؤتى بأطنان القصب والخلاف طوالا غلاظا فترصف حول البيت ويؤتى بقطع الثلج العظام فتجعل ما بين أضعافها وكانت بنو أمية تفعل ذلك وكان أول من اتخذ الخيش المنصور * وذكر بعضهم أن المنصور كان يطين له في أول خلافته بيت في الصيف يقيل فيه فاتخذ له أبو أيوب الخوزي ثيابا كثيفة تبل وتوضع على سبايك فيجد بردها فاستطابها وقال ما أحب هذه الثياب ان اتخذت أكثف من هذه إلا حملت من الماء أكثر مما تحمل وكانت أبرد فاتخذ له الخيش فكان
(٣٢٥)