المؤمنين أنه لولا معرفة المهدى بحق الأبوة لأفضت الأمور إليه وكان أمير المؤمنين لا يمنع مما اجتمعت عليه العامة ولا يجد مناصا عن خلاص ما دعوا إليه وكان أشد الناس على أمير المؤمنين في ذلك الأقرب فالأقرب من خاصته وثقاته من حرسه وشرطه فلم يجد أمير المؤمنين بدا من استصلاحهم ومتابعتهم وكان أمير المؤمنين وأهل بيته أحق من سارع إلى ذلك وحرص عليه ورغب فيه وعرف فضله ورجا بركته وصدق الرواية فيه وحمد الله إذ جعل في ذريته مثل ما سألت الأنبياء قبله إذ قال العبد الصالح " رب هب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا " فوهب الله لا مير المؤمنين وليا ثم جعله تقيا مباركا مهديا وللنبي صلى الله عليه وسلم سميا وسلب من انتحل هذا الاسم ودعا إلى تلك الشبهة التي تحير فيها أهل تلك النية وافتتن بها أهل تلك الشقوة فانتزع ذلك منهم وجعل دائرة السوء عليهم وأقر الحق قراره من أعلن للمهدى مناره وللدين أنصار فأحب أمير المؤمنين أن يعلمك الذي اجتمع عليه رأى رعيته وكنت في نفسه بمنزلة ولده يحب من سترك ورشدك وزينك ما يحب لنفسه وولده ويرى لك إذا بلغك من حال ابن عمك ما ترى من اجتماع الناس عليه أن يكون ابتداء ذلك من قبلك ليعلم أنصارنا من أهل خراسان وغيرهم انك أسرع إلى ما أحبوا مما عليه رأيهم في صلاحهم منهم إلى ذلك من أنفسهم وان ما كان عليه من فضل عرفوه للهدى أو أملوه فيه كنت أحظى الناس بذلك وأسرهم به لمكانه وقرابته فاقبل نصح أمير المؤمنين لك تصلح وترشد والسلام عليك ورحمة الله * فكتب إليه عيسى بن موسى جوابها (بسم الله الرحمن الرحيم) لعبد الله عبد الله أمير المؤمنين من عيسى بن موسى سلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فقد بلغني كتابك تذكر فيه ما أجمعت عليه من خلاف الحق وركوب الاثم في قطيعة الرحم ونقض ما أخذ الله عليه من الميثاق من العامة بالوفاء للخلافة والعهد لي من بعدك لتقطع بذلك ما وصل الله من حبله وتفرق بين ما ألف الله جمعه وتجمع بين ما فرق الله أمره مكابرة لله في سمائه وحولا على الله في قضائه ومتابعة للشيطان في هواه ومن كابر الله صرعه ومن
(٢٧٧)