لا يكون ذلك أبدا ولأثبن على ابنك وأنت تنظر حتى تيأس منه وآمن أن يلي على ابني أترى ابنك اثر عندي من ابني ثم يأمر بي فإما خنقت واما شهر على سيف فان أجاب إلى شئ فعسى أن يفعل بهذا السبب فأما بغيره فلا فقال العباس جزاك الله يا ابن أخي خيرا فقد فديت أباك بنفسك وآثرت بقاءه على حظك نعم الرأي رأيت ونعم المسلك سلكت ثم أتى أبا جعفر فأخبره الخبر فجزى المنصور موسى خيرا وقال قد أحسن وأجمل وسأفعل ما أشار به إن شاء الله فلما اجتمعوا وعيسى ابن علي حاضر أقبل المنصور على عيسى بن موسى فقال يا عيسى انى لا أجهل مذهبك الذي تضمره ولا مداك الذي تجرى إليه في الامر الذي سألتك انما تريد هذا الامر لا بنك هذا المشؤم عليك وعلى نفسه فقال عيسى بن علي يا أمير المؤمنين غمزني البول قال فندعو لك بإناء تبول فيه قال أفمجلسك يا أمير المؤمنين ذاك ما لا يكون ولكن أقرب البلاليع من أدل عليها فآتيها فأمر من يدله فانطلق فقال عيسى بن موسى لابنه موسى قم مع عمك فاجمع عليه ثيابه من ورائه وأعطه منديلا إن كان معك يتنشف به فلما جلس عيسى يبول جمع موسى عليه ثيابه من ورائه وهو لا يراه فقال من هذا فقال موسى بن عيسى فقال بأبي أنت وبأبي أب ولدك والله إني لاعلم أنه لا خير في هذا الامر بعد كما إنكما لاحق به ولكن المرء مغرى مما تعجل فقال موسى في نفسه أمكنني والله هذا من مقاتله وهو الذي يغرى بأبي والله لأقتلنه بما قال لي ثم لا أبالى أن يقتلني أمير المؤمنين بعده بل يكون في قتله عزاء لأبي وسلو عنى إن قتلت فما رجعا إلى موضعهما قال موسى يا أمير المؤمنين أذكر لأبي أمرا فسرده ذلك وظن أنه يريد أن يذاكره بعض أمرهم فقال قم فقام إليه فقال يا أبت إن عيسى بن علي قد قتلك وإياي قتلات بما يبلغ عنا وقد أمكنني من مقاتله قال وكيف قال قال لي كيت وكيت فأخبر أمير المؤمنين فيقتله فتكون قد شفيت نفسك وقتلته قبل أن يقتلك وإياي ثم لا نبالي ما كان بعد فقال أف لهذا رأيا ومذهبا ائتمنك عمك على مقالة أراد أن يسرك بها فجعلتها سببا لمكروهه وتلفه لا يسمعن هذا منك أحد وعد إلى مجلسك
(٢٧٤)