المحول قطعة فوجد فيها لبنة مكتوبا عليها بمغرة وزنها مائة وسبعة عشرة رطلا قال فوزناها فوجدناها على ما كان مكتوبا عليها من الوزن وكانت مقاصير جماعة من قواد أبى جعفر وكتابه تشرع أبوابها إلى رحبة المسجد وذكر عن يحيى بن الحسن ابن عبد الخالق خال الفضل بن الربيع أن عيسى بن علي شكا إلى أبى جعفر فقال يا أمير المؤمنين ان المشي يشق على من باب الرحبة إلى القصر وقد ضعفت قال فتحمل في محفة قال إني أستحيي من الناس قال وهل بقى أحد يستحيا منه قال يا أمير المؤمنين فأنزلني منزلة راوية من الراويا قال وهل يدخل المدينة راوية أو راكب قال فأمر الناس بتحويل أبوابهم إلى فصلان الطاقات فكان لا يدخل الرحبة أحد إلا ماشيا قال ولما أمر المنصور بسد الأبواب مما يلي الرحبة وفتحها إلى الفصلان صيرت الأسواق في طاقات المدينة الأربع في كل واحد سوق فلم تزل على ذلك مدة حتى قدم عليه بطريق من بطارقة الروم وافدا فأمر الربيع ان يطوف به في المدينة وما حولها ليرى العمران والبناء فطاف به الربيع فلما انصرف قال كيف رأيت مدينتي وقد كان أصعد إلى سور المدينة وقباب الأبواب قال رأيت بناء حسناء إلا انى قد رأيت أعداءك معك في مدينتك قال ومن هم قال السوقة قال فأضب عليها أبو جعفر فلما انصرف البطريق أمر بإخراج السوق من المدينة وتقدم إلى إبراهيم بن حبيش الكوفي وضم إليه جواس بن المسيب اليماني مولاه وأمرهما أن يبنيا الأسواق ناحية الكرخ ويجعلاها صفوفا وبيوتا لكل صنف وأن يدفعاها إلى الناس فلما فعلا ذلك حول السوق من المدينة إليها ووضع عليهم الغلة على قدر الذرع فلما كثر الناس بنوا في مواضع من الأسواق لم يكن رغب في البناء فيها إبراهيم بن حبيش وجواس لأنها لم تكن على تقدير الصفوف من أموالهم فألزموا من الغلة أقل مما ألزم الذين نزلوا في بناء السلطان وذكر بعضهم أن السبب في نقل أبى جعفر التجار من المدينة إلى الكرخ وما قرب منها مما هو خارج المدينة انه قيل لأبي جعفر إن الغرباء وغيرهم يبيتون فيها ولا يؤمن أن يكون فيهم جواسيس ومن يتعرف الاخبار أو أن يفتح أبواب
(٢٦٦)