إدريس وابن أبي سفيان العمى واتفقوا على جل الحديث واختلفوا في بعضه أن إبراهيم لما نسب وخاف الرصد كان معه رجل من بنى العم قال عمر فقال لي أبو صفوان يدعى روح بن ثقف وقال لي ابن البواب يكنى أبا عبد الله وقال لي الآخرون يقال له سفيان بن حيان بن موسى قال عمرو هو جد العمى الذي حدثني قال قلت لإبراهيم قد نزل ما ترى ولابد من التغرير والمخاطرة قال فأنت وذاك فأقبل إلى الربيع فسأله الاذن قال ومن أنت قال أنا سفيان العمى فأدخله على أبى جعفر فلما رآه شتمه فقال يا أمير المؤمنين أنا أهل لما تقول غير أنى أتيتك نازعا تائبا ولك عندي كل ما تحب إن أعطيتني ما أسألك قال ومالي عندك قال آتيك بإبراهيم بن عبد الله بن حسن إني قد بلوته وأهل بيته فلم أجد فيهم خيرا فمالي عندك إن فعلت قال كل ما تسألك فأين إبراهيم قال قد دخل بغداد أو هو داخلها عن قريب قال عمر وقال لي أبو صفوان قال هو بعبدسى تركته في منزل خالد بن نهيك فاكتب لي جوازا ولغلام لي ولفرانق واحملني على البريد قال عمر وقال بعضهم وجه معي جندا واكتب لي جوازا ولغلام لي آتيك به قال فكتب له جوازا ودفع إليه جندا وقال هذه ألف دينار فاستعن بها قال لا حاجة لي فيها كلها فأخذ ثلثمائة دينار وأقبل بها حتى أتى إبراهيم وهو في بيت عليه مدرعة صوف وعمامة وقيل بل عليه قباء كأقبية العبيد فصاح به قم فوثب كالفزع فجعل يأمره وينهاه حتى أتى المدائن فمنعه صاحب القنطرة بها فدفع إليه جوازه فقال أين غلامك قال هذا فلما نظر في وجهه قال والله ما هذا غلامك وإنه لإبراهيم بن عبد الله ابن حسن ولكن اذهب راشدا فأطلقهما وهرب قال عمر فقال بعضهم ركبا البريد حتى سارا بعبدسى ثم ركبا السفينة حتى قدما البصرة فاختفيا بها قال وقد قيل إنه خرج من عند أبي جعفر حتى قدم البصرة فجعل يأتي بهم الدار لها بابان فيقعد العشرة منهم على أحد البابين ويقول لا تبرحوا حتى آتيكم فيخرج من الباب الآخر ويتركهم حتى فرق الجند عن نفسه وبقى وحده فاختفى حتى بلغ الخبر سفيان ابن معاوية فأرسل إليهم فجمعهم وطلب العمى فأعجزه قال عمر وحدثني ابن عائشة
(٢٤٣)