يخبره بخبر محمد وقال انى راحل ساعة كتبت إلى الكوفة فأمدني في كل يوم بما قدرت عليه من الرجال من أهل الجزيرة وكتب بمثل ذلك إلى أمراء الشأم ولو أن يرد على في كل يوم رجل واحد أكثر به من معي من أهل خراسان فإنه ان بلغ الخبر الكذاب انكسر قال ثم نادى بالرحيل من ساعته فخرجنا في حر شديد حتى قدم الكوفة ثم لم يزل بها حتى انقضت الحرب بينه وبين محمد وإبراهيم فلما فرغ منهما رجع إلى بغداد * وذكر عن أحمد بن ثابت قال سمعت شيخا من قريش يحدث أن أبا جعفر لما فصل من بغداد متوجها نحو الكوفة وقد جاءه البريد بمخرج محمد بن عبد الله بالمدينة نظر إليه عثمان بن عمارة بن حريم وإسحاق ابن مسلم العقيلي وعبد الله بن الربيع المداني وكانوا من صحابته وهو يسير على دابته وبنو أبيه حوله فقال عثمان أظن محمدا خائبا ومن معه من أهل بيته أن حشو ثياب هذا العباسي لمكر ونكر ودهاء وإنه فيما نصب له محمد من الحرب لكما قال ابن جذل الطعام فكم من غارة ورعيل خيل * تداركها وقد حمى اللقاء فرد مخيلها حتى ثناها * بأسمر ما يرى فيه التواء قال فقال إسحاق بن مسلم قد والله سبرته ولمست عوده فوجدته خشنا وغمزته فوجدته صليبا وذقته فوجدته مرا وأنه ومن حوله من بنى أبيه لكما قال ربيعة ابن مكدم سمالي فرسان كأن وجوههم * مصابيح تبدو في الظلام زواهر يقودهم كبش أخو مصمئلة * عبوس السرى قد لوحته الهواجر قال وقال عبد الله بن الربيع هو ليث خيس ضيغم شموس للاقران مفترس وللأرواح مختلس وأنه فيما يهيج من الحرب كما قال أبو سفيان بن الحارث وإن لنا شيخا إذا الحرب شمرت * بديهته الاقدام قبل النوافر قال فمضى حتى سار إلى قصر ابن هبيرة فنزل الكوفة ووجه الجيوش فلما انقضت الحرب رجع إلى بغداد فاستتم بناءها (وفى هذه السنة) ظهر إبراهيم
(٢٤٠)