ابن حصين فرمى إبراهيم بنفسه عن حماره وتباعد وجلس يبول وطوتني الخيل فلم يعرج على منهم أحد حتى صرت إلى ابن حصين فقال لي أبا محمد من أين في مثل هذا الوقت فقلت تمسيت عند بعض أهلي قال ألا أرسل معك من يبايغك قلت لا قد قربت من أهلي فمضى يطلب وتوجهت على سنني حتى انقطع آخر أصحابه ثم كررت راجعا إلى إبراهيم فالتمست حماره حتى وجدته فركب وانطلقنا حتى بتنا في أهلنا فقال إبراهيم تعلم والله لقد بلت البارحة دما فأرسل من ينظر فأتيت الموضع الذي بال فيه فوجدته قد بال دما قال وحدثني الفضل بن عبد الرحيم بن سليمان بن علي قال قال أبو جعفر غمص على أمر إبراهيم لما اشتملت عليه طفوف البصرة قال وحدثني محمد بن مسعر بن العلاء قال لما قدم إبراهيم البصرة دعا الناس فأجابه موسى بن عمر بن موسى بن عبد الله بن خازم ثم ذهب بإبراهيم إلى النضر بن إسحاق بن عبد الله بن خازم مختفيا فقال للنضر بن إسحاق هذا رسول إبراهيم فكلمه إبراهيم ودعاه إلى الخروج فقال له النضر يا هذا كيف أبايع صاحبك وقد عند جدي عبد الله بن خازم عن جده علي بن أبي طالب وكان عليه فيمن خالفه فقال له إبراهيم دع سيرة الآباء عنك ومذاهبهم فإنما هو الدين وأنا أدعوك إلى حق قال إني والله ما ذكرت لك ما ذكرت إلا مازحا وما ذاك الذي يمنعني من نصرة صاحبك ولكني لا أرى القتال ولا أدين به قال وانصرف إبراهيم وتخلف موسى فقال هذا والله إبراهيم نفسه قال فبئس لعمر الله ما صنعت لو كنت أعلمتني كلمته غير هذا الكلام قال وحدثني نصر بن قديد قال دعا إبراهيم الناس وهو في دار أبى فروة فكان أول من بايعه نميلة بن مرة وعفو الله بن سفيان وعبد الواحد ابن زياد وعمر بن سلمة الهجيمي وعبيد الله بن يحيى بن حصين الرقاشي وندبوا الناس له فأجاب بعدهم فتيان من العرب منهم المغيرة بن الفزع وأشباه له حتى ظنوا أنه قد أحصى ديوانه أربعة آلاف وشهر أمره فقالوا له لو تحولت إلى وسط البصرة أتاك من أتاك وهو مريح فتحول ونزل دار أبى مروان مولى بنى سليم رجل من أهل نيسابور قال وحدثني يونس بن نجدة قال كان إبراهيم نازلا في بنى
(٢٤٥)