واسط وعامر بن إسماعيل بعضهم عن بعض وتوادعوا على ترك الحرب إلى أن يلتقى الفريقان ثم يكونوا تبعا للغالب فلما قتل إبراهيم أراد عامر بن إسماعيل دخول واسط فمانعه أهلها الدخول قال سليمان لما جاء قتل إبراهيم هرب هارون ابن سعد وصالح أهل واسط عامر بن إسماعيل على أن يؤمنهم فلم يثق كثير منهم بأمانه فخرجوا منها ودخلها عامر بن إسماعيل وأقام بواسط فلم يهج أحدا * وكان عامر فيما ذكر صالح أهل واسط على أن لا يقتل أحدا بواسط فكانوا يقتلون كل من يجدونه من أهل واسط خارجا منها ولما وقع الصلح بين أهل واسط وعامر بعد قتل إبراهيم هرب هارون بن سعد إلى البصرة فتوفى قبل أن يبلغها فيما ذكر * وقيل إن هارون بن سعد اختفى فلم يزل مختفيا حتى ولى محمد بن سليمان الكوفة فأعطاه الأمان واستدرجه حتى ظهر وأمره أن يفرض لمائتين من أهل بيته فهم أن يفعل وركب إلى محمد فلقيه ابن عم له فقال له أنت مخدوع فرجع فتوارى حتى مات وهدم محمد بن سليمان داره قال ولم يزل إبراهيم مقيما بالبصرة بعد ظهوره بها يفرق العمال في النواحي ويوجه الجيوش إلى البلدان حتى أتاه نعى أخيه محمد * فذكر نصر بن قديد قال فرض إبراهيم فروضا بالبصرة فلما كان قبل الفطر بثلاثة أيام أتاه نعى أخيه محمد فخرج بالناس إلى العيد وهم يعرفون فيه الانكسار وأخبر الناس بقتل محمد فازدادوا في قتال أبى جعفر بصيرة وأصبح من الغد فعسكر واستخلف نميلة على البصرة وخلف ابنه حسنا معه قال سعيد بن هريم حدثني أبي قال قال علي بن داود لقد نظرت إلى الموت في وجه إبراهيم حين خطبنا يوم الفطر فانصرفت إلى أهلي فقلت قتل والله الرجل * وذكر محمد بن معروف عن أبيه أن جعفرا ومحمدا ابني سليمان لما شخصا من البصرة أرسلاه إلى أبى جعفر ليخبره خبر إبراهيم قال فأخبرته خبرهما فقال والله ما أدرى كيف أصنع والله ما في عسكري إلا ألفا رجل فرقت جندي فمع المهدى بالري ثلاثون ألفا ومع محمد بن الأشعث بإفريقية أربعون ألفا والباقون مع عيسى بن موسى والله لئن سلمت من هذه لا يفارق عسكري ثلاثون ألفا وقال عبد الله بن راشد
(٢٥٤)