أحاديث من أحاديثهم وآثارا، وأورثهم عباده الذين اصطفاهم من بين الناس واختار، وصيرهم معالم في الأرض ومنارا، وهم الذين اقتبسوا من مشكاة نبوتهم أنوارا، واجتهدوا في اقتفاء سيرتهم ليلا ونهارا، وجعلوا الاستنان بسنتهم السنية شعارا ودثارا، لم يخافوا في اتباع طريقتهم العلية لوما ولا عارا.
والصلاة والسلام على سيد رسله الذي جعل لأجل وجوده السماء دوارا والأرض قرارا، وأرسله إلى كافة الناس عبيدا وأحرارا، وفضله على جميعهم صغارا وكبارا، وآله وأولاده المعصومين الذين ليس للملائكة المقربين أن يدخلوا أحدا من دون إجازتهم جنة ولا نارا، ولا أن يثبتوا أعمال الخلائق بدون العرض عليهم، أبرارا كانوا أم فجارا، ما أنبت الربيع غثما وبهارا، وانضج الخريف فواكه وثمارا، وأقل الصيف عيونا وأنهارا، وأكثر الشتاء تلوجا وأمطارا.
وهذا الخطبة مع اختصاره ليس كمثله في خطب الإجازات المرسومة في جلد الإجازات من البحار.
وقد عد من الشعراء ونسب إليه هذا الرباعي:
اى باد صبا، طرب فزا مى آيى * از طرف كدامين كف پا مى آيى از كوى كه برخاسته اى، راست بگو * كز دور، به چشمم آشنا مى آيى