قوله: " بتخت ثياب " قال في الصحاح: " التخت: وعاء تصان فيه الثياب ".
ثم إنه روى في الكافي في باب التواضع بالإسناد عن أبي عبد الله (عليه السلام):
أنه أرسل النجاشي إلى جعفر بن أبي طالب وأصحابه، فدخلوا عليه وهو في بيت له جالس على التراب وعليه خلقان الثياب قال، فقال جعفر:
فأشفقنا منه حين رأيناه على تلك الحال، فلما رأى ما بنا وتغير وجوهنا قال: الحمد لله الذي نصر محمدا (صلى الله عليه وآله)، وأقر عينه، ألا أبشركم؟ فقلت:
بلى أيها الملك، فقال: إنه جاء في الساعة من نحو أرضكم عين من عيوني هناك، فأخبرني أن الله عزوجل نصر نبيه محمدا (صلى الله عليه وآله) - إلى أن قال -: فقال له جعفر: أيها الملك، فمالي أراك جالسا على التراب وعليك هذه الخلقان؟ فقال: يا جعفر إنا نجد فيما أنزل الله على عيسى أن من حق الله على عباده أن يحدثوا له تواضعا عند ما يحدث لهم من نعمة، فلما أحدث الله تعالى لي نعمة بمحمد (صلى الله عليه وآله) أحدثت لله هذا التواضع (1).
قوله: " وعليه خلقان " - بضم الخاء المعجمة، وسكون اللام -: جمع خلق بالفتحتين، نحو ذكر وذكران يقال: خلق الثوب - بالضم -: إذا بلي.
قوله: " فأشفقنا منه " أي حذرنا منه، يقال: أشفقت منه، أي حذرت منه.
وأشفقت عليه: إذا عطفت عليه. والشفيق والمشفق بمعنى. والظاهر أن الشفيق يستعمل بمعنى الحاذر أيضا كالعاطف. والشفقة اسم مصدر من الإشفاق، والظاهر أنها تستعمل بمعنى الحذر.
ومنه ما نقله الكشي عن العياشي من " أن عبد الله بن مسكان كان لا يدخل على أبي عبد الله (عليه السلام) شفقة [أن] لا يوفيه حق إجلاله، فكان يسمع من أصحابه ويأبى أن يدخل عليه إجلالا له وإعظاما له " (2).