وربما احتمل بعض كون الأطهار جمع طهر - بالفتح - اسم جمع لطاهر، كصحب اسم جمع لصاحب، وقيل: إن الأشهاد جمع شهد، كنهر وأنهار.
ثم إن أصحاب الإمام (عليه السلام) بين من روى عنه بالسماع عنه - وهو الظاهر من الأصحاب - ومن روى عمن سمع من أصحابه - سواء كان المروي عنه موثوقا به أم لا - ومن أدركه لكن لم يسمع منه شيئا، أو سمع منه شيئا قليلا.
فالأصحاب بين أصحاب الرواية وأصحاب اللقاء، وأصحاب الرواية بين أصحاب السماع وغيرهم.
وربما يعبر عن الأخير ب " أصحاب الإسناد " لكن عد من كان من الأخير في الرجال من أصحاب الإمام نادر، ومنه قول النجاشي في ترجمة عبد الله بن مسكان: " وكان من أروى أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام) " (1) على أحد الاحتمالين، بل الاحتمال الظاهر، ويظهر الحال بما يأتي (2).
بل فسر السيد الداماد قول الشيخ: " أسند عنه " في ترجمة جماعة أكثرهم من أصحاب الصادق (عليه السلام) - والأكثر يبلغ مائة وسبعة وستين على ما قيل (3)، بل قيل:
إنه لم تتفق اللفظة المذكورة في ترجمة غير أصحاب الصادق (عليه السلام) (4)، إلا أنه مدخول بأنه قال الشيخ في ترجمة حماد بن راشد - وهو من أصحاب الباقر (عليه السلام) -: " أسند عنه " (5) كما أنه اتفقت تلك اللفظة من غير الشيخ أيضا؛ لأنه ذكرها العلامة في