في مثل تلك القضايا تحكي عن الهوهوية وعينية الموضوع للمحمول، فلا يعقل أن تشتمل على النسبة لمنافاة الهوهوية مع النسبة و الإضافة، وأما المعنى المفهوم من القضية فلا يعقل أن يكون أمرا زائدا عما اشتملت عليه القضية اللفظية فالقضية اللفظية موجبة لاحضار مفادها في الذهن، وكذا المعقول من نفس الامر لا يمكن أن يكون زائدا على ما فيه، فلا تكون للنسبة واقعية في تلك القضايا، لا في الخارج ونفس الامر، ولا في القضية اللفظية، ولا المعقول من الواقع، ولا المفهوم من القضية.
وأما حديث تقوم القضية بالنسبة وأن الخبر ما كان لنسبته واقع تطابقه (أو لا تطابقه) فمن المشهورات (1) التي لا أصل لها، وسنشير (2) إلى ميزان قبول القضية لاحتمال الصدق والكذب.
وأما الشائعات من الحمل التي لا يحمل فيها المحمول على مصداقه الذاتي مثل (زيد أبيض) و (عمرو عالم) فتدل الهيئة فيها - أيضا - على الهوهوية، فحينئذ إن قلنا بأن الذات مأخوذة في المشتق فتكون حالها كالحمل الشائع بالذات لعدم تعقل النسبة بين الذات والشي وبين الموضوع خارجا، وإن قلنا ببساطة المشتق وأن الفرق بينه وبين المبدأ باللابشرطية والبشرط لائية، فبلحاظ أن اللابشرط لا يأبى عن الاتحاد مع غيره يكون الموضوع متحدا مع