واليوم نشاهد ثمرات الثورة في أبعادها المختلفة، ومن ثمراتها حدوث التحول الكامل، خصوصا في الشباب الذين كان كثير منهم قبل الثورة غواصين في بحار الشهوات، وأحاطت بهم الخطيئات، ولم يكن همهم إلا الالتذاذ بالمعاصي والاشتغال بالسيئات، وقد تحول حالهم إلى أن صار مطلوبهم الأكبر الذي كانوا يدعون له في صلاة ليلهم هي الشهادة في سبيل الله وفداء أنفسهم في الحرب مع العراق التي أشعلها الشيطان الأكبر لغرض مواجهة الثورة وإسقاطها واجتثاثها من أصلها، اعتقادا بأن الحكومة الإسلامية والقوانين القرآنية المنطبقة على الفطرة الأصلية والعقل السليم لا تقف عند نقطة خاصة، بل تسري إلى سائر البلاد، وهو كذلك، فنرى الميل إلى الإسلام الواقعي المحض في كثير من الممالك الإسلامية التي يترأسها المنتحلون للإسلام المتظاهرون به مع عدم اعتقادهم به بوجه، ولأجله تكون المعارضة والمخالفة مستمرة، وكثيرا ما يقدم المعارضون التضحيات الكثيرة.
وفي عقيدتي أن أهم ثمرة للثورة الذي لا تبلغه ثمرة أخرى في الأهمية والعظمة هو اشتهار عقائد الشيعة واطلاع العالم عليها، وعلى أن مدرسة التشيع هي مدرسة المعارضة للظالم والخروج على الطاغوت وحكومته بأي نحو كان على مر التاريخ ولم يكن لهذه الشهرة سابقة في بدء الإسلام وأول حدوثه، ولذا ترتب على هذه الشهرة توجه أنظار المحققين وأفكار الباحثين الطالبين للحقيقة إلى هذا المذهب. ومن الواضح أن الفطرة السليمة غير المشوبة إذا نظرت إلى عقائد الشيعة وأفكارهم في الفنون الإسلامية المختلفة - الفردية والاجتماعية، السياسية والاقتصادية، وسائر شؤونها المتكثرة - لا تكاد تشك في صحتها وكونها هي العقائد الحقة