فإنه يقال: العلة الغائية للوضع إفادة المرادات، لكن لا بما أنها مرادات، بل بما هي نفس الحقائق لان المتكلم بالألفاظ يريد إفادة نفس المعاني لا بما أنها مرادة، والواضع وضع اللفظ لذلك، وأما كون المعاني مرادة فهو مغفول عنه عند السامع والمتكلم، فدعوى كون الغاية إفهام المرادات بما هي كذلك فاسدة، بل الغاية إفهام نفس المعاني، وكونها مرادة إنما هو حين الاستعمال أو من مقدماته، ولا ربط له بالوضع.
ومما ذكرنا يظهر النظر في الكلام المنسوب (1) إلى العلمين (2) لان لازم كون الدلالة الوضعية تابعة للإرادة أن تكون الألفاظ موضوعة للمعاني المرادة، ولما كان الوضع للمتقيد بها ظاهر البطلان لا بد من صرف كلامهما إلى ما ذكر أخيرا من كون الوضع لذات المراد من غير تقييد.
وأما توجيه المحقق الخراساني رحمه الله من الصرف إلى الدلالة التصديقية أي دلالتها على كونها مرادة للافظها تتبع إرادتها تبعية مقام الاثبات للثبوت (3)، فلا يناسب ما نقل (4) عن المحقق الطوسي