عبيد بن عمير والعرب: هو الجماع، فدخلت على ابن عباس فأخبرته فقال: غلبت الموالي وأصابت العرب، ثم قال: إن اللمس والمس والمباشرة إلى الجماع ما هو، ولكن الله يكنى ما شاء بما شاء. وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال: إن أطيب الصعيد أرض الحرث.
قوله (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب) كلام مستأنف. والخطاب لكل من يتأتى منه الرؤية من المسلمين. والنصيب: الحظ، والمراد اليهود أوتوا نصيا من التوراة. وقوله (يشترون) جملة حالية، والمراد بالاشتراء الاستبدال، وقد تقدم تحقيق معناه. والمعنى: أن اليهود استبدلوا الضلالة، وهي البقاء على اليهودية بعد وضوح الحجة على صحة نبوة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم. قوله (ويريدون أن تضلوا السبيل) عطف على قوله (يشترون) مشارك له بيان سوء صنيعهم وضعف اختيارهم: أي لم يكتفوا بما جنوه على أنفسهم من استبدال الضلالة بالهدي، بل أرادوا مع ضلالهم ان يتوصلوا بكتمهم وجحدهم إلى أن تضلوا أنتم أيها المؤمنون السبيل المستقيم الذي هو سبيل الحق (والله أعلم بأعدائكم) أيها المؤمنون وما يريدونه بكم من الاضلال، والجملة اعتراضية (وكفى بالله وليا) لكم (وكفى بالله نصيرا) ينصركم في مواطن الحرب، فاكتفوا بولايته ونصره ولا تتولوا غيره ولا تستنصروه، والباء في قوله (بالله) في الموضعين زائدة. قوله (من الذين هادوا) قال الزجاج: إن جعلت متعلقة بما قبل فلا يوقف على قوله (نصيرا) وإن جعلت منقطعة، فيجوز الوقف على " نصيرا " والتقدير: من الذين هادوا قوم يحرفون، ثم حذف، وهذا مذهب سيبويه، ومثله قوله الشاعر:
لو قلت ما في قومها لم أيثم * يفضلها في حسب وميسم قالوا: المعنى: لو قلت ما في قومها أحد يفضلها، ثم حذف. وقال الفراء: المحذوف لفظ من: أي من الذين هادوا من يحرفون الكلم كقوله - وما منا إلا له مقام معلوم - أي من له، ومنه قول ذي الرمة:
* فظلوا ومنهم دمعه سابق له * أي من دمعه، وأنكره المبرد والزجاج، لأن حذف الموصول كحذف بعض الكلمة، وقيل إن قوله (من الذي هادوا) بيان لقوله (الذين أوتوا نصيبا من الكتاب). والتحريف: الإمالة