بإبراهيم من جهة كونه من ذريته، ومن جهة موافقته لدينه في كثير من الشريعة المحمدية (والذين آمنوا) من أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وقد أخرج ابن إسحاق وابن جرير والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال: اجتمعت نصارى نجران وأحبار يهود عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتنازعوا عنده، فقالت الأحبار: ما كان إبراهيم إلا يهوديا، وقالت النصارى: ما كان إبراهيم إلا نصرانيا، فنزل فيهم (يا أهل الكتاب لما تحاجون) الآية. وقد روى نحو هذا عن جماعة من السلف. وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية (ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم) يقول فيما شهدتم ورأيتم وعاينتم (فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم) يقول فيما لم تشهدوا ولم تروا ولم تعاينوا. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة مثله. وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في الآية قال: أما الذي لهم به علم فما حرم عليهم وما أمروا به، وأما الذي ليس لهم به علم فشأن إبراهيم. وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال: يعذر من حاج بعلم ولا يعذر من حاج بالجهل. وأخرج ابن جرير عنه عن الشعبي في قوله (ما كان إبراهيم) قال:
أكذبهم الله وأدحض حجتهم. وأخرج أيضا عن الربيع مثله. وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حبان نحوه، وأخرج عبد بن حميد من طريق شهر بن حوشب حدثني ابن غنم أنه لما خرج أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى النجاشي، فذكر قصتهم معه وما قالوه له لما قال له عمرو بن العاص إنهم يشتمون عيسى، وهي قصة مشهورة، ثم قال: فأنزلت ذلك اليوم خصومتهم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو بالمدينة (إن أولى الناس بإبراهيم) الآية. وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال " إن لكل نبي ولاة من النبيين، وإن وليي منهم أبي خليل ربي ثم قرأ (إن أولى الناس الآية ". وأخرج ابن أبي حاتم عن الحكم بن ميناء أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال " يا معشر قريش إن أولى الناس بالنبي المتقون، فكونوا أنتم سبيل ذلك، فانظروا أن لا يلقاني الناس يحملون الأعمال وتلقوني بالدنيا تحملونها فأصد عنكم بوجهي ثم قرأ عليهم (إن أولى الناس بإبراهيم) الآية ". وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في الآية قال: كل مؤمن ولي إبراهيم ممن مضى وممن بقي.