عن ابن عباس " جعلوا القرآن عضين " قال السحر. وقال عكرمة: العضه السحر بلسان قريش يقول للساحرة إنها العاضهة. وقال مجاهد: عضوه أعضاء قالوا سحر وقالوا كهانة وقالوا أساطير الأولين وقال عطاء قال بعضهم ساحر وقالوا مجنون وقالوا كاهن فذلك العضين. وكذا روي عن الضحاك وغيره وقال محمد بن إسحاق عن محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد بن جبير عن ابن عباس أن الوليد بن المغيرة اجتمع إليه نفر من قريش وكان ذا شرف فيهم وقد حضر الموسم فقال لهم يا معشر قريش إنه قد حضر هذا الموسم وإن وفود العرب ستقدم عليكم فيه وقد سمعوا بأمر صاحبكم هذا فأجمعوا فيه رأيا واحدا ولا تختلفوا فيكذب بعضكم بعضا ويرد قولكم بعضه بعضا فقالوا وأنت يا أبا عبد شمس فقل وأقم لنا رأيا نقول به قال: بل أنتم قولوا لاسمع قالوا: نقول كاهن قال ما هو بكاهن قالوا فنقول مجنون قال ما هو بمجنون قالوا فنقول شاعر قال ما هو بشاعر قالوا فنقول ساحر قال ما هو بساحر قالوا فماذا نقول؟ قال والله إن لقوله لحلاوة فما أنتم بقائلين من هذا شيئا إلا عرف أنه باطل وإن أقرب القول أن تقولوا هو ساحر، فتفرقوا عنه بذلك وأنزل الله فيهم " الذين جعلوا القرآن عضين " أصنافا " فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون " أولئك النفر الذين قالوا لرسول الله وقال عطية العوفي عن ابن عمر في قوله " لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون ". قال عن لا إله إلا الله وقال عبد الرزاق أنبأنا الثوري عن ليث هو ابن أبي سليم عن مجاهد في قوله تعالى " لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون " قال: عن لا إله إلا الله. وقد روى الترمذي وأبو يعلى الموصلي ابن جرير وابن أبي حاتم من حديث شريك القاضي عن ليث بن أبي سليم عن بشير بن أبي نهيك عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم " فوربك لنسألنهم أجمعين " قال: عن لا إله إلا الله ورواه ابن إدريس عن ليث عن بشير عن أنس موقوفا وقال ابن جرير: حدثنا أحمد حدثنا أبو أحمد حدثنا شريك عن هلال عن عبد الله بن حكيم قال: ورواه الترمذي وغيره من حديث أنس مرفوعا. وقال عبد الله هو ابن مسعود والذي لا إله غيره ما منكم من أحد إلا سيخلو الله به يوم القيامة كما يخلو أحدكم بالقمر ليلة البدر فيقول: ابن آدم ماذا غرك منى بي؟ ابن آدم ماذا عملت فيما علمت؟ ابن آدم ماذا أجبت المرسلين؟ وقال أبو جعفر عن الربيع عن أبي العالية في قوله " فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون " قال يسأل العباد كلهم عن خلتين يوم القيامة عما كانوا يعبدون وعماذا أجابوا المرسلين وقال ابن عيينة عن عملك وعن مالك وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي حدثنا أحمد بن أبي الحوارى حدثنا يونس الحذاء عن أبي حمزة الشيباني عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا معاذ إن المرء يسأل يوم القيامة عن جميع سعيه حتى كحل عينيه وعن فتات الطينة بإصبعه فلا ألفينك يوم القيامة وأحد غيرك أسعد بما أتاك الله منك " وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله " فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون " ثم قال " فيومئذ لا يسئل عن ذنبه إنس ولا جان " قال لا يسألهم هل عملتم كذا؟ لأنه أعلم بذلك منهم ولكن يقول لم عملتم كذا وكذا؟.
فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين (94) إنا كفيناك المستهزئين (95) الذين يجعلون مع الله إلها آخر فسوف يعلمون (96) ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون (97) فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين (98) وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين (99) يقول تعالى آمرا رسوله صلى الله عليه وسلم بابلاغ ما بعثه به وبإنفاذه والصدع به وهو مواجهة المشركين به كما قال ابن عباس في قوله " فاصدع بما تؤمر " أي أمضه وفي رواية " افعل ما تؤمر " وقال مجاهد هو الجهر بالقرآن في الصلاة.
وقال أبو عبيدة عن عبد الله بن مسعود: ما زال النبي صلى الله عليه وسلم مستخفيا حتى نزلت " فاصدع بما تؤمر " فخرج هو وأصحابه وقوله " وأعرض عن المشركين * إنا كفيناك المستهزئين " أي بلغ ما أنزل إليك من ربك ولا تلتفت إلى المشركين الذين يريدون أن يصدوك عن آيات الله " ودوا لو تدهن فيدهنون " ولا تخفهم فإن الله كافيك إياهم