عليهم الشمس بالنهار ولما أسمعتهم صوت الرعد " وقال الطبراني حدثنا زكريا بن يحيى ساجي حدثنا أبو كامل الجحدري حدثنا يحيى بن كثير أبو النضر حدثنا عبد الكريم حدثنا عطاء عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا سمعتم الرعد فاذكروا الله فإنه لا يصيب ذاكرا " وقوله تعالى " ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء " أي يرسلها نقمة ينتقم بها ممن يشاء ولهذا تكثر في آخر الزمان كما قال الإمام أحمد حدثنا محمد بن مصعب حدثنا عمارة عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " تكثر الصواعق عند اقتراب الساعة حتى يأتي الرجل القوم فيقول من صعق قبلكم الغداة فيقولون صعق فلان وفلان وفلان " وقد روى في سبب نزولها ما رواه الحافظ أبو يعلى الموصلي حدثنا إسحاق حدثنا علي بن أبي سارة الشيباني حدثنا ثابت عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا مرة إلى رجل من فراعنة العرب فقال " اذهب فادعه لي " قال فذهب إليه فقال يدعوك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له من رسول الله؟ وما الله؟ أمن ذهب هو أم من فضة هو أم من نحاس هو؟ قال فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال يا رسول الله قد خبرتك أنه أعتى من ذلك قال لي كذا وكذا فقال لي " ارجع إليه الثانية " فذهب فقال له مثلها فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله قد أخبرتك أنه أعتى من ذلك. فقال " ارجع إليه فادعه " فرجع إليه الثالثة قال فأعاد عليه ذلك الكلام فبينما هو يكلمه إذ بعث الله عز وجل سحابة حيال رأت فرعدت فوقعت منها صاعقة فذهبت بقحف رأسه فأنزل الله عز وجل " ويرسل الصواعق " الآية ورواه ابن جرير من حديث علي بن أبي سارة به ورواه الحافظ أبو بكر البزار عن عبدة بن عبد الله عن يزيد بن هارون عن ديلم بن غزوان عن ثابت عن أنس فذكر نحوه وقال: حدثنا الحسن بن محمد حدثنا عفان حدثنا أبان بن يزيد حدثنا أبو عمران الجوني عن عبد الرحمن بن صحار العبدي أنه بلغه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إلى جبار يدعوه فقال أرأيتكم ربكم أذهب هو؟ أم فضة هو؟ أم لؤلؤ هو؟ قال فبينما هو يجادلهم إذ بعث الله سحابة فرعدت فأرسل عليه صاعقة فذهبت بقحف رأسه ونزلت هذه الآية. وقال أبو بكر بن عياش عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد قال جاء يهودي فقال يا محمد أخبرني عن ربك من أي شئ هو؟ من نحاس هو أم من لؤلؤ أو ياقوت؟ قال فجاءت صاعقة فأخذته وأنزل الله " ويرسل الصواعق " الآية.
وقال قتادة ذكر لنا أن رجل أنكر القرآن وكذب النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل الله صاعقة فأهلكته وأنزل الله " ويرسل الصواعق " الآية. وذكروا في سبب نزولها قصة عامر بن الطفيل وأربد بن ربيعة لما قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فسألاه أن يجعل لهما نصف الامر فأبى عليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له عامر بن الطفيل لعنه الله أما والله لأملأنها عليك خيلا جردا ورجالا مردا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " يأبى الله عليك ذلك وأبناء قيلة " يعني الأنصار ثم إنهما هما بالفتك برسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل أحدهما يخاطبه والآخر يستل سيفه ليقتله من ورائه فحماه الله تعالى منهما وعصمه فخرجا من المدينة فانطلقا في أحياء العرب يجمعان الناس لحربه عليه الصلاة والسلام فأرسل الله على أربد سحابة فيها صاعقة فأحرقته وأما عامر بن الطفيل فأرسل الله عليه الطاعون فخرجت فيه غدة عظيمة فجعل يقول يا آل عامر غدة كغدة البكر وموت في بيت سلولية حتى ماتا لعنهما الله وأنزل الله في مثل ذلك " ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله " وفى ذلك يقول لبيد بن ربيعة أخو أربد يرثيه.
أخشى على أربد الحتوف ولا * أرهب نوء السماك والأسد فجعني الرعد والصواعق بالفارس * - يوم الكريهة النجد وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني: حدثنا مسعدة بن سعيد العطار حدثنا إبراهيم بن المنذر الخزامي حدثني عبد العزيز بن عمران حدثني عبد الرحمن وعبد الله ابن زيد بن أسلم عن أبيهما عن عطاء بن يسار عن ابن عباس أن أربد بن قيس بن حزم بن جليد بن جعفر بن كلاب وعامر بن الطفيل بن مالك قدما المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهيا إليه وهو جالس فجلسا بين يديه فقال عامر بن الطفيل: يا محمد ما تجعل لي إن أسلمت؟ فقال