يعني ابن الهادي عن عمرو عن محمود بن لبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر " قالوا وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال " الرياء يقول الله تعالى يوم القيامة إذا جازى الناس بأعمالهم اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء؟ " وقد رواه إسماعيل بن جعفر عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب عن عاصم بن عمرو عن قتادة عن محمود بن لبيد به وقال الإمام أحمد حدثنا حسن أنبأنا ابن لهيعة أنبأنا ابن هبيرة عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك " قالوا يا رسول الله ما كفارة ذلك؟ قال " أن يقول أحدهم اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك " وقال الإمام أحمد حدثنا عبد الله بن نمير حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي عن أبي علي رجل من بني كاهل قال: خطبنا أبو موسى الأشعري فقال: يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل فقام عبد الله بن حرب وقيس بن المضارب فقالا والله لتخرجن مما قلت أو لنأتين عمر مأذونا لنا أو غير مأذون قال بل أخرج مما قلت خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال " يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل " فقال له من شاء الله أو يقول فكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله؟
قال قالوا " اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه ". وقد روى من وجه آخر وفيه أن السائل في ذلك هو الصديق كما رواه الحافظ أبو يعلى الموصلي من حديث عبد العزيز بن مسلم عن ليث بن أبي سليم عن أبي محمد عن معقل بن يسار قال شهدت النبي صلى الله عليه وسلم أو قال حدثني أبو بكر الصديق عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال " الشرك أخفى فيكم من دبيب النمل " فقال أبو بكر وهل الشرك إلا من دعا مع الله إله آخر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل " ثم قال " ألا أدلك على ما يذهب عنك صغير ذلك وكبيره؟ قل اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك مما لا أعلم " وقد رواه الحافظ أبو القاسم البغوي عن شيبان بن فروخ عن يحيى بن أبي كثير عن الثوري عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي بكر الصديق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الشرك أخفى في أمتي من دبيب النمل على الصفا " قال: فقال أبو بكر يا رسول الله فكيف النجاة والمخرج من ذلك؟ فقال " ألا أخبرك بشئ إذا قلته برئت من قليله وكثيره وصغيره وكبيره؟ " قال بلى يا رسول الله قال: قل " اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم " قال الدارقطني يحيي بن أبي كثير هذا يقال له أبو النضر متروك الحديث وقد روى الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وصححه والنسائي من حديث يعلى بن عطاء سمعت عمرو بن عاصم سمعت أبا هريرة قال: قال أبو بكر الصديق يا رسول الله علمني شيئا أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعي قال: قل " اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة رب كل شئ ومليكه أشهد أن لا إله ألا أنت أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه ". رواه أبو داود والنسائي وصححه وزاد الإمام أحمد في رواية له من حديث ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن أبي بكر الصديق قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقول - فذكر هذا الدعاء وزاد في آخره " وأن أقترف على نفسي سوءا أو أجره إلى مسلم ". وقوله " أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله " الآية: أي أفأمن هؤلاء المشركون بالله أن يأتيهم أمر يغشاهم من حيث لا يشعرون كقوله تعالى " أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون * أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين * أو يأخذهم على تخوف فإن ربكم لرءوف رحيم " وقوله " أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون * أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون * أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ".
قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين (108) يقول تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم إلى الثقلين الجن والإنس آمرا له أن يخبر الناس أن هذه سبيله أي طريقته ومسلكه وسنته وهي الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يدعو إلى الله بها على بصيرة من ذلك ويقين وبرهان هو