رسول الله صلى الله عليه وسلم " لك ما للمسلمين وعليك ما عليهم " قال عامر بن الطفيل أتجعل لي الامر إن أسلمت من بعدك؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ليس ذلك لك ولا لقومك ولكن لك أعنة الخيل " قال أنا الآن في أعنة خيل نجد اجعل لي الوبر ولك المدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا " فلما قفلا من عنده قال عامر: أما والله لأملأنها عليك خيلا ورجالا.
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " يمنعك الله " فلما خرج أربد وعامر قال عامر: يا أربد أنا أشغل عنك محمدا بالحديث فاضربه بالسيف فإن الناس إذا قتلت محمدا لم يزيدوا على أن يرضوا بالدية ويكرهوا الحرب فنعطيهم الدية قال أربد: أفعل فأقبلا راجعين إليه فقال عامر: يا محمد قم معي أكلمك فقام معه رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلسا إلى الجدار ووقف معه رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلمه وسل أربد السيف فلما وضع يده على السيف يبست يده على قائم السيف فلم يستطع سل السيف فأبطأ أربد على عامر بالضرب فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى أربد وما يصنع فانصرف عنهما فلما خرج عامر وأربد من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان بالحرة - حرة راقم - نزلا فخرج إليهما سعد بن معاذ وأسيد بن حضير فقالا اشخصا يا عدوي الله لعنكما الله فقال عامر من هذا يا سعد؟ قال هذا أسيد بن حضير العاتب فخرجا حتى إذا كانا بالرقم أرسل الله على أربد صاعقة فقتلته وخرج عامر حتى إذا كان بالخريم أرسل الله فرحة فأخذته فأدركه الليل في بيت امرأة من بني سلول فجعل يمس قرحته في حلقه ويقول غدة كغدة الجمل في بيت سلولية يرغب أن يموت في بيتها ثم ركب فرت فأحضره حتى مات عليه راجعا فأنزل الله فيهما " الله يعلم ما تحمل كل أنثى - إلى قوله - وما لهم من دونه من وال " قال المعقبات من أمر الله يحفظون محمدا صلى الله عليه وسلم ثم ذكر أربد وما قتله به فقال " ويرسل الصواعق " الآية وقوله " وهم يجادلون في الله " أي يشكون في عظمته وأنه لا إله إلا هو " وهو شديد المحال " قال ابن جرير: شديدة مما حلته في عقوبة من طغى عليه وعتا وتمادى في كفره وهذه الآية شبيهة بقوله " ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون * فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين " وعن علي رضي الله عنه " وهو شديد المحال " أي شديد الاخذ وقال مجاهد شديد القوة.
له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشئ إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين إلا في ضلال (14) قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه " له دعوة الحق " قال التوحيد رواه ابن جرير وقال ابن عباس وقتادة ومالك عن محمد بن المنكدر " له دعوة الحق " لا إله إلا الله " والذين يدعون من دونه " الآية أي ومثل الذين يعبدون آلهة غير الله " كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه " قال علي بن أبي طالب كمثل الذي يتناول الماء من طرف البئر بيده وهو لا يناله أبدا بيده فكيف يبلغ فاه؟ وقال مجاهد " كباسط كفيه " يدعو الماء بلسانه ويشير إليه فلا يأتيه أبدا. وقيل المراد كقابض يده على الماء فإنه لا يحكم منه على شئ كما قال الشاعر:
فإني وإياكم وشوقا إليكم * كقابض ماء لم تسقه أنامله وقال الآخر:
فأصبحت مما كان بيني وبينها * من الود مثل القابض الماء باليد ومعنى هذا الكلام أن الذي يبسط يده إلى الماء إما قابضا وإما متناولا له من بعد كما أنه لا ينتفع بالماء الذي لم يصل إلى فيه الذي جعله محلا للشرب فكذلك هؤلاء المشركون الذين يعبدون مع الله إلها غيره لا ينتفعون بهم أبدا في الدنيا ولا في الآخرة ولهذا قال " وما دعاء الكافرين إلا في ضلال ".
ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال (15) يخبر تعالى عن عظمته وسلطانه الذي قهر كل شئ ودان له كل شئ ولهذا يسجد له كل شئ طوعا من المؤمنين