لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد * يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار " وأضاف الدار إلى الآخرة فقال " ولدار الآخرة " كما يقال صلاة الأولى ومسجد الجامع وعام أول وبارحة الأولى ويوم الخميس، قال الشاعر أتمدح فقعسا وتذم عبسا * ألا الله أمك من هجين ولو أقوت عليك ديار عبس * عرفت الذل عرفان اليقين حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجى من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين (110) يذكر تعالى أن نصره ينزل على رسله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين عند ضيق الحال وانتظار الفرج من الله في أحوج الأوقات إلى ذلك كقوله تعالى " زلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله " الآية وفي قوله " كذبوا " قراءتان إحداهما بالتشديد قد كذبوا وكذلك كانت عائشة رضي الله عنها تقرؤها قال البخاري حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد بن صالح عن ابن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة أنها قالت له وهو يسألها عن قول الله تعالى " حتى إذا استيأس الرسل " قال: قلت أكذبوا أم كذبوا؟ قالت عائشة كذبوا قلت فقد استيقنوا أن قومهم كذبوهم فما هو بالظن؟ قالت أجل لعمري لقد استيقنوا بذلك فقلت لها " وظنوا أنهم قد كذبوا " قالت معاذ الله لم تكن الرسل تظن ذلك بربها قلت فما هذه الآية؟ قالت هم أتباع الرسل الذين آمنوا بربهم وصدقوهم فطال عليهم البلاء واستأخر عنهم النصر " حتى إذا استيأس الرسل " ممن كذبهم من قومهم وظنت الرسل أن أتباعهم قد كذبوهم جاءهم نصر الله عند ذلك. حدثنا أبو اليمان أنبأنا شعبة عن الزهري قال أخبرنا عروة فقلت لها لعلها قد كذبوا مخففة؟ قالت معاذ الله انتهى ما ذكره وقال ابن جريج أخبرني ابن أبي مليكة أن ابن عباس قرأها " وظنوا أنهم قد كذبوا " خفيفة قال عبد الله هو ابن أبي مليكة ثم قال لي ابن عباس كانوا بشرا ثم تلا " حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب " قال ابن جريج وقال ابن أبي مليكة وأخبرني عروة عن عائشة أنها خالفت ذلك وأبته وقالت ما وعد الله محمدا صلى الله عليه وسلم من شئ إلا قد علم أنه سيكون حتى مات ولكنه لم يزل البلاء بالرسل حتى ظنوا أن من معهم من المؤمنين قد كذبوهم قال ابن أبي مليكة في حديث عروة كانت عائشة تقرؤها " وظنوا أنهم قد كذبوا " مثقلة من التكذيب وقال ابن أبي حاتم أنا يونس بن عبد الاعلى قراءة أنا ابن وهب أخبرني سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد قال:
جاء إنسان إلى القاسم بن محمد فقال إن محمد بن كعب القرظي قرأ هذه الآية " حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا " فقال القاسم أخبره عني أني سمعت عائشة زوح النبي صلى الله عليه وسلم تقوله " حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا " تقول كذبتهم أتباعهم إسناد صحيح أيضا والقراءة الثانية بالخفيف، واختلفوا في تفسيرها فقال ابن عباس ما تقدم وعن ابن مسعود فيما رواه سفيان الثوري عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عبد الله أنه قرأ " حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا " مخففة قال عبد الله هو الذي تكره وهذا عن ابن عباس وابن مسعود رضي الله عنهما مخالف لما رواه آخرون عنهما أما ابن عباس فروى الأعمش عن مسلم عن ابن عباس في قوله " حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا " قال لما أيست الرسل أن يستجيب لهم قومهم وظن قومهم أن الرسل قد كذبوهم جاءهم النصر على ذلك " فنجي من نشاء " وكذا روى عن سعيد بن جبير وعمران بن الحارث السلمي وعبد الرحمن بن معاوية وعلي بن أبي طلحة والعوفي عن ابن عباس بمثله.
وقال ابن جرير حدثني المثنى حدثنا عارم أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد حدثنا شعيب حدثنا إبراهيم بن أبي حمزة الجزري قال: سأل فتى من قريش سعيد بن جبير قال أخبرنا أبا عبد الله كف هذا الحرف فإني إذا أتيت عليه تمنيت أن لا أقرأ هذه السورة " حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا " قال نعم حتى إذا استيأس