صحيحه حدثني زهير بن حرب حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة يبلغ به قال تقوم الساعة والرجل يحلب لقحته فما يصل الاناء إلى فيه حتى تقوم الساعة والرجلان يتبايعان الثوب فما يتبايعانه حتى تقوم الساعة والرجل يلوط حوضه فما يصدر حتى تقوم.
وقوله " يسألونك كأنك حفي عنها " اختلف المفسرون في معناه فقيل معناه كما قال العوفي عن ابن عباس " يسألونك كأنك حفي عنها " يقول كأن بينك وبينهم مودة كأنك صديق لهم قال ابن عباس لما سأل الناس النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة سألوه سؤال قوم كأنهم يرون أن محمدا حفي بهم فأوحى الله إليه إنما علمها عنده استأثر به فلم يطلع الله عليها ملكا مقربا ولا رسولا وقال قتادة: قالت قريش لمحمد صلى الله عليه وسلم إن بيننا وبينك قرابة فأسر إلينا متى الساعة فقال الله عز وجل " يسألونك كأنك حفي عنها " وكذا روي عن مجاهد وعكرمة وأبي مالك والسدي وهذا قول والصحيح عن مجاهد من رواية ابن أبي نجيح وغيره " يسألونك كأنك حفي عنها " قال استحفيت عنها السؤال حتى علمت وقتها وكذا قال الضحاك عن ابن عباس " يسألونك كأنك حفي عنها " يقول كأنك عالم بها لست تعلمها " قل إنما علمها عند الله " وقال معمر عن بعضهم " كأنك حفي عنها " كأنك عالم بها وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم " كأنك حفي عنها " كأنك بها عالم وقد أخفى الله علمها على خلقه وقرأ " إن الله عنده علم الساعة " الآية وهذا القول أرجح في المقام من الأول والله أعلم ولهذا قال " قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون " ولهذا لما جاء جبريل عليه السلام في صورة أعرابي ليعلم الناس أمر دينهم فجلس من رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلس السائل المسترشد وسأله صلى الله عليه وسلم عن الاسلام ثم عن الايمان. ثم عن الاحسان. ثم قال فمتى الساعة؟ قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما المسؤول عنها بأعلم من السائل " أي لست أعلم بها منك ولا أحد أعلم بها من أحد ثم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم " إن الله عنده علم الساعة " الآية وفي رواية فسأله عن أشراط الساعة فبين له أشراط الساعة ثم قال " في خمس لا يعلمهن إلا الله " وقرأ هذه الآية وفي هذا كله يقول له بعد كل جواب صدقت ولهذا عجب الصحابة من هذا السائل يسأله يصدقه ثم لما انصرف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم " وفي رواية قال " وما أتاني في صورة إلا عرفته فيها إلا صورته هذه " وقد ذكرت هذا الحديث بطرقه وألفاظه من الصحاح والحسان والمسانيد في أول شرح البخاري ولله الحمد والمنة ولما سأله ذلك الاعرابي وناداه بصوت جهوري فقال يا محمد قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " هاؤم " على نحو من صوته قال يا محمد متى الساعة؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " ويحك إن الساعة آتية فما أعددت لها " قال ما أعددت لها كبير صلاة ولا صيام ولكن أحب الله ورسوله فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " المرء مع من أحب " فما فرح المسلمون بشئ فرحهم بهذا الحديث وهذا له طرق متعددة في الصحيحين وغيرهما عن جماعة من الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال " المرء مع من أحب " وهي متواترة عند كثير من الحفاظ المتقنين ففيه أنه عليه السلام كان إذا سئل عن هذا الذي لا يحتاجون إلى علمه أرشدهم إلى ما هو الأهم في حقهم وهو الاستعداد لوقوع ذلك والتهيؤ له قبل نزوله وإن لم يعرفوا تعيين وقته ولهذا قال مسلم في صحيحه: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: كانت الاعراب إذا قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوه عن الساعة متى الساعة فينظر إلى أحدث إنسان منهم فيقول " إن يعش هذا لم يدركه الهرم قامت عليكم ساعتكم " يعني بذلك موتهم الذي يفضي بهم إلى الحصول في برزخ الدار الآخرة ثم قال مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يونس بن محمد عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الساعة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن يعش هذا الغلام فعسى أن لا يدركه الهرم حتى تقوم الساعة " انفرد به مسلم وحدثني حجاج بن الشاعر حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد حدثنا سعيد بن أبي هلال المصري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال متى الساعة؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم هنيهة ثم نظر إلى غلام بين يديه من أزدشنوءة فقال " إن عمر