إليها، قال الشاعر:
- والشمس قد كادت تكون دنفا * أدفعها وإن بالراح كي تزحلفا - فشبهها بالمريض الدنف، لأنها قد همت بالغروب كما قارب الدنف الموت، وإنما ينظر إليها من تحت الكف ليعلم كم بقي لها إلى أن تغيب، ويتوقى الشعاع بكفه. فعلى هذا، المراد بهذه الصلاة: المغرب. فأما غسق الليل فهو فظلامه.
وفي المراد بالصلاة المتعلقة بغسق الليل ثلاثة أقوال:
أحدها: العشاء، قاله ابن مسعود.
والثاني: المغرب، قاله ابن عباس. قال القاضي أبو يعلى: فيحتمل أن يكون المراد بيان وقت المغرب، أنه من غروب الشمس إلى غسق الليل.
والثالث: المغرب والعشاء، قاله الحسن.
قوله تعالى: * (وقرآن الفجر) * المعنى: وأقم قراءة الفجر. قال المفسرون: المراد به:
صلاة الفجر. قال الزجاج: وفي هذا فائدة عظيمة تدل على أن الصلاة لا تكون إلا بقراءة، حين سميت الصلاة قرآنا.
قوله تعالى: * (إن قرآن الفجر كان مشهودا) * روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تشهده ملائكة الليل، وملائكة النهار ".
قوله تعالى: * (ومن الليل فتهجد به) * قال ابن عباس: فصل بالقرآن. قال مجاهد، وعلقمة، والأسود: التهجد بعد النوم. قال ابن قتيبة: تهجدت: سهرت، وهجدت: نمت.
وقال ابن الأنباري: التهجد هاهنا بمعنى: التيقظ والسهر، واللغويون يقولون: هو من حروف الأضداد; يقال للنائم: هاجد ومتهجد، وكذلك للساهر، قال النابغة:
- ولو أنها عرضت لأشمط راهب * عبد الإله صرورة متهجد - - لرنا فيه لبهجتها وحسن حديثها * ولخاله رشدا وإن لم يرشد - يعني بالمجتهد: الساهر، وقال لبيد:
قال هجدنا فقد طال السرى أي: نومنا. وقال الأزهري: المتهجد: القائم إلى الصلاة من النوم: وقيل له: متهجد،