يدعونا إليه نوح من التوحيد * (في آبائنا الأولين) *. فأما الجنة فمعناها: الجنون.
وفي قوله: * (حتى حين) * قولان:
أحدهما: أن الموت، فتقديره: انتظروا موته.
والثاني: أنه وقت منكر.
قوله تعالى: * (قال رب انصرني) * وقرأ عكرمة، وابن محيصن: " قال رب " بضم الباء، وفي القصة الأخرى.
قوله تعالى: * (بما كذبون) * وقرأ يعقوب: " كذبوني " بياء، وفي القصة التي تليها أيضا:
" فاتقوني " " أن يحضروني " " رب ارجعوني " " ولا * (تكلموني) * أثبتهن في الحالين يعقوب، والمعنى: انصرني بتكذيبهم، أي: انصرني باهلاكهم جزاء لهم بتكذيبهم. * (فأوحينا إليه) * قد شرحناه في هود إلى قوله: * (فاسلك فيها) * أي: أدخل في سفينتك * (من كل زوجين اثنين) * قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وحمزة، والكسائي، وأبو بكر عن عاصم: " من كل " بكسر اللام من غير تنوين. وقرأ حفص عن عاصم: " من كل " بالتنوين. قال أبو علي: قراءة الجمهور إضافة " كل " إلى " زوجين " وقراءة حفص تؤول إلى زوجين، لأن المعنى: من كل الأزواج زوجين.
قوله تعالى: * (وقل رب أنزلني منزلا) * قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وحمزة والكسائي، وحفص عن عاصم: " منزلا " بضم الميم. وروى أبو بكر عن عاصم فتحها. والمنزل، بفتح الميم: اسم لكل ما نزلت به، والمنزل، بضمها: المصدر: بمعنى الإنزال، تقول: أنزلته إنزالا ومنزلا.
وفي الوقت الذي قال فيه نوح ذاك قولان:
أحدهما: عند نزوله في السفينة.
والثاني: عند نزوله من السفينة.
قوله تعالى: * (إن في ذلك) * أي: في قصة نوح وقومه * (لآيات وإن كنا) * أي: وما كنا * (لمبتلين) * أي: لمختبرين إياهم بإرسال نوح إليهم. * (ثم أنشأنا من بعدهم قرنا آخرين) * يعني عادا * (فأرسلنا فيهم رسولا منهم) * وهو هود، هذا قول الأكثرين; وقال أبو سليمان الدمشقي: هم ثمود، والرسول صالح. وما بعد هذا ظاهر إلى قوله: * (أيعدكم أنكم) * قال الزجاج: موضع " أنكم " نصب