" لكن " بإسكان النون خفيفة من غير ألف في الحالين. وقرأ ابن يعمر بتشديد النون من غير ألف في الحالين. وقرأ الحسن: * (لكن أنا هو الله ربي) * باسكان نون " لكن " وإثبات " أنا ". قال:
الفراء: فيها ثلاث لغات: لكنا، ولكن، ولكنه بالهاء، أنشدني أبو ثروان:
- وترمينني بالطرف أي أنت مذنب * وتقلينني لكن إياك لا أقلي - وقال أبو عبيدة: مجازه: لكن أنا هو الله ربي، ثم حذفت الألف الأولى، وأدغمت إحدى النونين في الأخرى فشددت. قال الزجاج: وهذه الألف تحذف في الوصل، وتثبت في الوقف، فأما من أثبتها في الوصل كما تثبت في الوقف، فهو على لغة من يقول: أنا قمت، فأثبت الألف، قال الشاعر:
أنا سيف العشيرة فاعرفوني وهذه القراءة جيدة، لأن الهمزة قد حذفت من " أنا "، فصار إثبات الألف عوضا من الهمزة.
قوله تعالى: * (ولولا إذ دخلت جنتك) * أي: وهلا; ومعنى الكلام التوبيخ. قال الفراء: * (ما شاء الله) * في موضع رفع، إن شئت رفعته بإضمار هو، يريد: هو ما شاء الله; و إن شئت أضمرت فيه: ما شاء الله كان; وجاز طرح جواب الجزاء، كما جاز في قوله: * (فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض) * ليس له جواب، لأنه معروف، قال الزجاج: وقوله: * (لا قوة إلا بالله) * الاختيار النصب بغير تنوين على النفي، كقوله: * (لا ريب فيها) *; ويجوز: " لا قوة إلا بالله " على الرفع بالابتداء، والخبر " بالله "; المعنى: لا يقوى أحد في بدنه ولا في ملك يده إلا الله تعالى، ولا يكون له إلا ما شاء الله.
قوله تعالى: * (إن ترني) * قرأ ابن كثير: " إن ترني أنا " و " يؤتيني خيرا " بياء في الوصل والوقف.
وقرأ نافع، وأبو عمرو بياء في الوصل. وقرأ ابن عامر، وعاصم، وحمزة بحذف الياء فيهما وصلا ووقفا. * (أنا أقل) * وقرأ ابن أبي عبلة: " أنا أقل " برفع اللام. قال الفراء: " أنا " هاهنا عماد إن نصبت " أقل "، واسم إذا رفعت " أقل "، والقراءة بهما جائز.
قوله تعالى: * (فعسى ربي أن يؤتيني خيرا من جنتك) * أي: في الآخرة، * (ويرسل عليها حسبانا) * وفيه أربعة أقوال:
أحدها: أنه العذاب، رواه العوفي عن ابن عباس، وبه قال قتادة، والضحاك، وقال أبو صالح عن ابن عباس: نارا من السماء.