وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف: " ولم يكن " بالياء. والفئة: الجماعة * (ينصرونه) * أي: يمنعونه من عذاب الله.
قوله تعالى: * (هنالك الولاية) * قرأ ابن كثير، ونافع، وابن عامر، وعاصم: " الولاية " بفتح الواو و * (لله الحق) * خفضا. وقرأ حمزة: " الولاية " بكسر الواو، و " الحق " بكسر القاف أيضا. وقرأ أبو عمرو بفتح الواو، ورفع " الحق "، ووافقه الكسائي في رفع القاف، لكنه كسر " الولاية "، قال الزجاج: معنى الآية في مثل تلك الحال: تبيين نصرة ولي الله. وقال غيره: هذا الكلام عائد إلى ما قبل قصة الرجلين. فأما من فتح واو " الولاية " فإنه أراد الموالاة والنصرة، ومن كسر، أراد السلطان والملك على ما شرحنا في آخر الأنفال. فعلى قراءة الفتح، في معنى الكلام قولان:
أحدهما: أنهم يتولون الله تعالى في القيامة، ويؤمنون به، ويتبرؤون مما كانوا يعبدون، قاله ابن قتيبة.
والثاني: هنا لك يتولى الله أمر الخلائق، فينصر المؤمنين ويخذل الكافرين. وعلى قراءة الكسر، يكون المعنى: هنا لك السلطان لله. قال أبو علي: من كسر قاف " الحق "، جعله من وصف الله عز وجل، ومن رفعه جعله صفة للولاية.
فإن قيل: لم نعتت الولاية وهي مؤنثة بالحق وهو مصدر؟ فعنه جوابان ذكرهما ابن الأنباري:
أحدهما: أن تأنيثها ليس حقيقيا، فحملت على معنى النصر; والتقدير: هنا لك النصر لله الحق، كما حملت الصيحة على معنى الصياح في قوله: * (وأخذ الذين ظلموا الصيحة) *.
والثاني: أن الحق مصدر يستوي في لفظه المذكر المؤنث الاثنان والجمع، فيقال: قولك حق، وكلمتك حق، وأقوالكم حق. ويجوز ارتفاع الحق على المدح للولاية، وعلى المدح لله تعالى بإضمار " هو ".
قوله تعالى: * (هو خير ثوابا) * أي: هو أفضل ثوابا ممن يرجى ثوابه، وهذا على تقدير أنه لو كان غيره يثيب لكان ثوابه أفضل.
قوله تعالى: * (وخير عقبا) * قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر والكسائي: " عقبا " مضمومة القاف. وقرأ عاصم، وحمزة: " عقبا " ساكنة القاف. قال أبو علي: ما كان على " فعل " جاز تخفيفه، كالعنق، والطنب. قال أبو عبيدة: العقب، والعقب، والعقبى، بمعنى، وهي الآخرة، والمعنى عاقبة طاعة الله خير من عاقبة طاعة غيره.