وهذا الفهم يمثل خلفية لإرسال الأنبياء والرسل للإنسان دون كثير من الحيوانات، فإن كثيرا من الحيوان لما لم تكن لديه هذه النزعة، تركه الله تعالى في مسيرته لغرائزه التي أصبحت موجهة له وهادية، فلم يكن بحاجة إلى إرسال الرسل والهداية السماوية بخلاف الإنسان الذي ينزع إلى الكمال والرقي في فطرته ويملك القدرة على ذلك بما وهبه الله من عقل ومعرفة وإرادة، فكان ينزع إلى التكامل ويطمح إلى الرقي والحركة بهذا الإتجاه، فكانت الرسالات السماوية هادية له وضمانا لعدم انحرافه في هذه المسيرة، ولولا ذلك لدفعته هذه النزعة نحو حركة غير واضحة الاهداف والحدود ولانتهت به إلى طريق الانحراف.
2 - تعرض المقطع الشريف إلى خط النبوة (الوحي، الأنبياء، الكتب) ودوره في هداية الإنسان.
3 - الإيمان بالتوفيق الإلهي والرعاية الإلهية في الوصول إلى الاهداف والكمالات، إذ لا تكفي القابليات البشرية (الفطرة والعقل والإرادة) مع الهدايات الرسالية في إيصاله إلى أهدافه، كما تشير إلى ذلك فكرة التفويض الإسرائيلية التي ترى بأن الله تعالى خلق الإنسان وفوض له الامر بحسب قابلياته وطاقاته، بل لا بد أن يقترن ذلك بتوفيق الله الذي لا بد أن يسعى الإنسان إليه ويطلبه من الله تبارك وتعالى. وسوف نشير إن شاء الله في بعض دراستنا الآتية إلى أهمية هذا الامر في الحركة التكاملية للإنسان.
4 - ان مسيرة التكامل الإنساني هي المسيرة التي تكون منسجمة مع تلك المثل والقيم الفطرية المودعة فيه من قبل الله تبارك وتعالى، فبذرة التكامل موجودة في نفس الإنسان أوجدها الله فيه من خلال تعليمه الأسماء - على ما سوف يأتي - فإذا كانت خطواته ومسيرته منسجمة مع طبيعة هذه البذرة الخيرة كانت