العقل والفطرة الإنسانية وكذلك خط النبوة والرسالات الإلهية على الطريق إلى الله غير كاف في تحقق الهداية خارجا - وإن كانت كافية في إقامة الحجة عليه من الله تعالى - حيث قد يتحقق الجحود والتمرد من هذا الإنسان.
وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة في مواضع عديدة مثل الآيات التي تؤكد أن الهداية بالمشيئة الإلهية، كقوله تعالى:
* (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء...) * (1).
* (ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء...) * (2).
* (ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده...) * (3).
وهي آيات عديدة، وكذلك الآيات التي جاءت في مقام نفي الهداية عن القوم (الفاسقين) و (الظالمين) و (الكافرين) وهي كثيرة.
وأيضا الآيات التي جاءت تؤكد أن الهداية هي سبب لمزيد من الهداية الإلهية، مثل قوله تعالى:
* (ويزيد الله الذين اهتدوا هدى...) * (4).
* (والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم) * (5).
ولا شك أن هذه الهداية غير الهداية الإلهية المتمثلة بإرسال الرسل وإنزال