فهو يدل دائما على نسبة بين طرفين (1).
وعلى هذا فقد افترض وجود لفظ محذوف متعلق بحرف (الباء) يمثل أحد طرفي النسبة والذي يقوم هذا الحرف بربطه بكلمة (الاسم)، وأورد علماء التفسير احتمالين في تقدير هذا المحذوف هما:
الأول: أن يكون المقدر هو مادة (الاستعانة) سواء جاءت على صيغة (فعل) (استعين باسم الله...)، أو صيغة (اسم) (الاستعانة بسم الله...)، أو تقدمت هذه الاستعانة على لفظ الاسم كما سبق في المثالين، أو تأخرت مثل (بسم الله...
أستعين)، أو (بسم الله... الاستعانة).
ولحرف (الباء) هنا معنى الربط بين مادة (الاستعانة) وكلمة (الاسم).
الثاني: أن يكون المحذوف المقدر هو مادة (الابتداء) جاءت بصيغة الفعل أو الاسم، تقدمت أو تأخرت، كما في الاحتمال الأول تماما.
وكل من المعنيين معقول في نفسه، وإن كان بالإمكان ترجيح الثاني، فقد ذكر العلامة الطباطبائي (قدس سره) أن (الاستعانة) موجودة في سورة (الحمد) التي يبتدأ القرآن بها والتي تبتدأ هي (بالبسملة) أيضا، وذلك في قوله تعالى: * (إياك نعبد وإياك نستعين) *، وحينئذ يكون تقديرها في البسملة من قبيل تكرار المضمون نفسه مرتين في سورة واحدة بخلاف ما إذا كان المقدر هو (الابتداء) (2).