وليست مع ما في حيزها في محل النصب على الحال كأنه قيل: كالإبل المائة غير موجودة راحلة أو هي جملة مستأنفة وهذا أوجه وأصح معنى.
(رحم) ثلاث ينقص بهن العبد في الدنيا ويدرك بهن في الآخرة ما هو أعظم من ذلك: الرحم، والحياء، وعى اللسان.
الرحم: الرحمة يقال: رحم رحما كرغم أنفه رغما، وفعل في المصادر يجئ مجيئا صالحا. وقرئ: وأقرب رحما مخففا ومثقلا. وقالوا لمكة: أم رحم وأم رحم.
ذلك: إشارة إلى مصدر ينقص ولا بد من مضاف محذوف كأنه قال [ما هو] أعظم من ضد ذلك النقصان وهو ما ينال المرء بقسوة القلب ووقاحة الوجه وبسطة اللسان التي هي أضداد تلك الخصال من الزيادة، وهو من قبيل الايجازات التي يشجع المتكلم على تناولها أمن الالتباس. ويجوز أن يكون المعنى ما هو أبلغ من عظمة منهن في نقصانها فاختصر الكلام كقولهم: البر خير من الفاجر.
(رحا) تدور رحا الاسلام من ثلاث وثلاثين سنة أو أربع وثلاثين سنه، فإن يقم لهم دينهم يقم لهم سبعين سنة وإن يهلكوا فسبيل من هلك من الأمم. قالوا: يا رسول الله سوى الثلاث والثلاثين قال: نعم.
يقال دارت رحا الحرب: إذا قامت على ساقها، والمعنى أن الاسلام يمتد قيام أمره على سنن الاستقامة والبعد من أحد أثاث الظلمة التي تقضى هذه المدة. ووجهه أن يكون قد قاله وقد بقيت من عمره ثلاث أو أربع فإذا انضمت إلى مدة خلافة الأئمة الراشدين وهي ثلاثون سنة، لأبى بكر رضي الله عنه سنتان وثلاثة أشهر وتسع ليال ولعمر رضي الله عنه عشر سنين وثمانية أشهر وخمس ليال، ولعثمان رضي الله عنه اثنتا إلا اثنتي عشرة عشرة ليلة ولعلي عليه السلام خمس سنين إلا ثلاثة أشهر كانت بالغة ذلك المبلغ دينهم أي ملكهم. قال بعض أهل الردة:
أطعنا رسول الله إذ كان حاضرا فيا لهفا ما بال دين أبى بكر وكان من لدن ولى معاوية إلى أن ولى مروان الحمار وظهر بخراسان أمر أبى مسلم ووهى أمر بنى أمية نحو من سبعين سنة.
(رحل) إن رجلا من المشركين بمؤتة سب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فطفق يسبه فقال له رجل من المسلمين: والله لتكفن عن شتمه أو لأرحلنك بسيفي هذا فلم يزد إلا استعرابا فضربه