الغني فهو في الفقير أولى ولا يخفي بعد هذا التأويل انتهى (فإذا أتبع) بضم الهمزة القطعية وسكون المثناة الفوقية وكسر الموحدة أي جعل تابعا للغير بطلب الحق وحاصله إذا أحيل (على ملي) أي غني قال في النهاية الملئ بالهمزة الثقة الغني وقد أولع الناس فيه بترك الهمزة وتشديد الياء انتهى (فليتبع) بفتح الياء وسكون التاء وفتح الموحدة أي فليحتل يعني فليقبل الحوالة قال الحافظ ابن حجر في الفتح معنى قوله اتبع فليتبع أي أحيل فليحتل وقد رواه بهذا اللفظ أحمد قال المشهور في الرواية واللغة كما قال النووي إسكان المثناة في اتبع وفي فليتبع وهو على البناء للمفعول مثل إذا علم فليعلم وقال القرطبي أما اتبع فبضم الهمزة وسكوت التاء مبنيا لما لم يسم فاعله عند الجميع وأما فليتبع فالأكثر على التخفيف وقيده بعضهم على التشديد والأول أجود انتهى قال الحافظ وما ادعاه من الاتفاق على اتبع يرده قول الخطابي أن أكثر المحدثين يقولونه بتشديد التاء والصواب التخفيف قوله (فقال بعض أهل العلم إذا أحيل الرجل على ملئ فاحتاله) أي فقبل ذلك الرجل الحوالة (وليس له) أي للرجل المحتال (أن يرجع إلى المحيل) واستدل على ذلك بأنه لو كان له الرجوع لم يكن لاشتراط الغني فائدة فلما شرط علم أنه انتقل انتقالا لا رجوع له كما لو عوضه عدينه بعوض ثم تلف العوض في يد صاحب الدين فليس له رجوع (وقال بعض أهل العلم إذا توى) كرضى أي هلك (مال هذا) أي المحتال (بإفلاس المحال عليه) أي موته (فله ان يرجع على الأول) أي فللمحتال أن يرجع على المحيل وهو قول الحنفية قالوا يرجع عند التعذر وشبهوه بالضمان (واحتجوا بقول عثمان وغيره حين قالوا ليس على مال مسلم توى) على وزن حصى بمعنى الهلاك (وهو يرى أنه ملي) أي الرجل المحتال يظن أن الاخر المحال عليه غنى (فإذا) للمفاجأة (هو معدم) أي مفلس (فليس على مال مسلم توى) أي هلاك وضياع
(٤٤٦)