ابن بيان وأحمد بن سعيد الهمداني، قالا: ثنا ابن وهب، أخبرني عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن عبد الرحمن بن الحرث، عن محمد بن جعفر، أنه سمع زياد بن ضميرة السلمي، وهذا حديث وهب وهو أتم، يحدث عروة بن الزبير، عن أبيه، قال موسى: وجده، وكانا شهدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا، ثم رجعنا إلى حديث وهب، أن محلم بن جثامة الليثي قتل رجلا من أشجع في الاسلام، وذلك أول غير قضى به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتكلم، عيينة في قتل الأشجعي لأنه من غطفان، وتكلم الأقرع بن حابس دون محلم لأنه من خندف، فارتفعت الأصوات وكثرت الخصومة واللغط، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا عيينة ألا تقبل الغير)؟ فقال عيينة: لا، والله حتى أدخل على نسائه من الحرب والحزن ما أدخل على نسائي، قال: ثم ارتفعت الأصوات وكثرت الخصومة واللغط، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا عيينة ألا تقبل الغير)؟ فقال عيينة مثل ذلك أيضا، إلى أن قام رجل من بنى ليث يقال له مكيتل عليه شكة وفى يده درقة، فقال: يا رسول الله إني لم أجد لما فعل هذا في غرة الاسلام مثلا إلا غنما وردت فرمى أولها فنفر آخرها، أسنن اليوم وغير غدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خمسون في فورنا هذا وخمسون إذا رجعنا إلى المدينة) وذلك في بعض أسفاره، ومحلم رجل طويل آدم، وهو في طرف الناس، فلم يزالوا حتى تخلص فجلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيناه تدمعان، فقال:
يا رسول الله، إني قد فعلت الذي بلغك، وإني أتوب إلى الله تبارك وتعالى، فاستغفر الله عز وجل لي يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أقتلته بسلاحك في غرة الاسلام، اللهم لا تغفر لمحلم) بصوت عال: زاد أبو سلمة فقام وإنه ليتلقى دموعه بطرف ردائه، قال ابن إسحاق: فزعم قومه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استغفر له بعد ذلك قال أبو داود: قال النضر ابن شميل الغير: الدية.
(4) باب ولى العمد يرضى بالدية 4504 حدثنا مسدد بن مسرهد، ثنا يحيى بن سعيد، ثنا ابن أبي ذئب، قال:
حدثني سعيد بن أبي سعيد، قال: سمعت أبا شريح الكعبي يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا إنكم يا معشر خزاعة قتلتم هذا القتيل من هذيل، وإني عاقله، فمن قتل له بعد