وعكرمة، عن ابن عباس، قال لما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا يوم بدر وقدم المدينة جمع اليهود في سوق بنى قينقاع، فقال: (يا معشر يهود، أسلموا قبل أن يصيبكم مثل ما أصاب قريشا) قالوا: يا محمد، لا يغرنك من نفسك أنك قتلت نفرا من قريش كانوا أغمارا لا يعرفون القتال، إنك لو قاتلتنا لعرفت أنا نحن الناس، وأنك لم تلق مثلنا، فأنزل الله عز وجل في ذلك: (قل للذين كفروا ستغلبون) قرأ مصرف إلى قوله: (فئة تقاتل في سبيل الله) ببدر (وأخرى كافرة).
3002 حدثنا مصرف بن عمرو، ثنا يونس، قال ابن إسحاق: حدثني مولى لزيد ابن ثابت، حدثتني ابنة محيصة، عن أبيها محيصة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من ظفرتم به من رجال يهود فاقتلوه) فوثب محيصة على شبيبة رجل من تجار يهود كان يلابسهم، فقتله، وكان حويصة إذ ذاك لم يسلم، وكان أسن من محيصة، فلما قتله جعل حويصة يضربه ويقول: يا عدو الله، أما والله لرب شحم في بطنك من ماله.
3003 حدثنا قتيبة بن سعيد، أخبرنا الليث، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة أنه قال: بينا نحن في المسجد إذ خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
(انطلقوا إلى يهود) فخرجنا معه حتى جئناهم، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فناداهم فقال: (يا معشر يهود، أسلموا تسلموا) فقالوا: قد بلغت يا أبا القاسم، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(أسلموا تسلموا) فقالوا: قد بلغت يا أبا القاسم، فقال لهم رسول الله: (ذلك أريد) ثم قالها الثالثة (إعلموا أنما الأرض لله ورسوله، وإني أريد أن أجليكم من هذه الأرض فمن وجد منكم بماله شيئا فليبعه وإلا فاعلموا أنما الأرض لله ورسوله صلى الله عليه وسلم).
(23) باب في خبر النضير 3004 حدثنا محمد بن داود بن سفيان، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن كفار قريش كتبوا إلى ابن أبي ومن كان يعبد معه الأوثان من الأوس والخزرج ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ بالمدينة قبل وقعة بدر: إنكم آويتم صاحبنا، وإنا نقسم بالله لنقاتلنه أو لتخرجن أو