لهم من مال الله نصيبا " تريد بذلك وجه الله والقربة اليه فان الاعمال انما تخلص بصدق النيات.
(وفيه مما ينبغي ان يأخذ الوالي به نفسه من الأدب وحسن السيرة) ولابد وان اجتهدت في اعطاء كل ذي حق حقه ان تطلع أنفس طوائف منهم إلى مشافهتك بالحاجات وبذلك (1) على الولاة ثقل و مؤونة والحق ثقيل الا على من خففه الله (تع) عليه وكذلك (2) ثقل ثوابه في الميزان فاجعل لذوي الحاجات قسما " من نفسك ووقتا " تأذن لهم فيه وتسمع (3) لما يرفعونه إليك وتلين لهم جناحك وتحمل خرق ذوي الخرق منهم وعى اهل العي فيهم بلا أنفة منك ولا ضجر فمن أعطيت منهم فاعطه هنيئا " ومن حرمت فامنعه باجمال ورد حسن (4) وليس شئ أضيع لأمور الولاة من التواني واغتنام (5) تأخير يوم إلى يوم وساعة إلى ساعة والتشاغل بما لا يلزم عما يلزم فاجعل لكل شئ تنظر فيه وقتا " لا تقصر به عنه ثم افرغ فيه مجهودك وامض لكل يوم عمله واعط لكل ساعة قسطها واجعل لنفسك فيما بينك وبين الله أفضل (تلك - خ) المواقيت وان كانت كلها لله إذا صحت فيها نيتك ولا تقدم شيئا " على فرائض دينك في ليل ولا نهار حتى تؤدى ذلك كاملا موفرا " ولا تطل الاحتجاب فان ذلك باب من سوء الظن بك وداعية إلى فساد الأمور عليك والناس بشر لا يعرفون ما غاب عنهم وتخير حجابك واقص منهم كل ذي أثرة على الناس وتطاول وقلة انصاف ولا تقطعن لاحد (6) من أهلك ولا من حشمك ضيعة ولا تأذن لهم (7) في اتخاذها إذا كان يضر فيها بمن يليه من الناس ولا تدفعن صلحا " دعاك اليه عدوك فان في الصلح دعة (8) للجنود ورخاء (9) للهموم وامنا " للبلاد فإذا أمكنتك القدرة