والفرصة من عدوك فانبذ عهده اليه واستعن بالله عليه وكن أشد ما تكون لعدوك حذرا " عندما يدعوك إلى الصلح فان ذلك ربما ان يكون مكرا " وخديعة وإذا عاهدت فحط (1) عهدك بالوفاء وارع ذمتك بالأمانة والصدق وإياك والغدر بعهد الله والاخفار لذمته فان الله جعل عهده و ذمته أمانا " أمضاه بين العباد برحمته والصبر على ضيق ترجو انفراجه خير من غدر تخاف تبعة نقمته (2) وسوء عاقبته وإياك والتسرع إلى سفك الدماء بغير حلها فإنه ليس شئ أعظم من ذلك تباعة ولا تطلبن تقوية ملك زائل لا تدرى ما حظك من بقائه وبقائك له بهلاك نفسك والتعرض لسخط ربك وإياك والاعجاب بنفسك والثقة بها فان ذلك من أوثق فرص الشيطان في نفسه وإياك والعجلة بالأمور قبل أوانها والتواني فيها حين زمانها (3) وامكانها واللجاجة فيها إذا تنكرت والوهن إذا تبينت فان لكل امر موضعا " ولكل حالة حالا.
4 نهج البلاغة 979 - ومن عهد له عليه السلام كتبه للأشتر النخعي رحمه الله لما ولاه على مصر وأعمالها حين اضطرب امر أميرها محمد بن أبي بكر وهو أطول عهد كتبه وأجمعه للمحاسن بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أمر به عبد الله على أمير المؤمنين مالك بن حارث الأشتر في عهده اليه حين ولاه مصر جباية خراجها وجهاد عدوها واستصلاح أهلها و عمارة بلادها امره بتقوى الله وايثار طاعته واتباع ما امر به في كتابه من فرائضه وسننه التي لا يسعد أحد الا باتباعها ولا يشقى الا مع جحودها واضاعتها وان ينصر الله سبحانه بقلبه ويده ولسانه فإنه جل اسمه قد تكفل بنصر من نصره واعزاز من أعزه وأمره ان يكسر نفسه عند الشهوات ويزعها عند الجمحات (4) فان النفس امارة بالسوء الا ما رحم الله ثم