والله يحكم فيما غاب عنك اكره للناس ما تكرهه لنفسك واستر العورة ما استطعت يستر الله منك ما تحب ستره أطلق عن الناس عقد كل حقد و اقطع عنهم سبب كل وتر (1) ولا تركبن شبهة ولا تعجلن إلى تصديق ساع فان الساعي غاش وان قال قول النصح ولا تدخلن في مشورتك بخيلا يقصر عن الفضل غايته ولا حريصا " يعدك فقرا " ويزين لك شرها " (2) ولا جبانا " يضيق عليك الأمور فان البخل والجبن والحرص غريزة واحدة يجمعها سوء الظن بالله واعلم أن شر دخائلك وشر وزرائك من كان للأشرار دخيلا " ووزيرا " ممن شركهم في الآثام وأقام لهم كل مقام فلا تدخلن أولئك في امرك ولا تشركهم في دولتك كما شركوا في دولة غيرك ولا يعجبك شاهد ما يحضرونك به فإنهم اخوان الظلمة وأعوان الآثمة وذئاب كل طمع وأنت تجد في الناس خلفا " منهم ممن له أفضل من معرفتهم وأعلى من نصحهم ممن قد تصفح الأمور فأبصر مساويها و اهتم بما جرى عليها منها ممن هو أخف عليك مؤونة وأحسن معونة وأشد عليك عطفا " وأقل لغيرك ألفا " ممن لا يعاون ظالما " على ظلم ولا آثما " على أثم فاتخذ من أولئك خاصة تجالسهم في خلواتك ويحضرون لديك في ملأك ثم ليكن أكرمهم عليك أقولهم للحق وأحوطهم على رعيتك بالانصاف وأقلهم لك مناظرة بذكر ما كره لك والصق باهل الورع والصدق و ذوي العقول والأحساب وليكن أبغض أهلك ووزرائك إليك أكثرهم لك اطراء (3) بما فعلت أو تزيينا " لك بغير ما فعلت وأسكتهم عنك صانعا " ما صنعت فان كثرة الاطراء تكثر الزهو وتدنى من الغرة (4) و (ان - خ) أكثر القول ان يشرك فيه (الكذب) تزكية السلطان لأنه لا يقتصر فيه على حدود الحق دون التجاوز إلى الافراط ولا تجمعن المحسن والمسئ
(٣١٧)