شرف الدنيا ولا شرف الا بالتقوى وان وجدت أحدا " من عمالك بسط يده إلى خيانة أو ركب فجورا " اجتمعت لك به عليه اخبار عيونك مع سوء (1) ثناء رعيتك اكتفيت به عليه شاهدا " وبسطت عليه العقوبة في بدنه وأخذته بما أصاب من عمله ثم (بمن - خ) نصبته للناس فوسمته بالخيانة وقلدته عار التهمة فان ذلك يكون تنكيلا " وعظة لغيره ان شاء الله تعالى.
وفيه ما ينبغي للوالي ان يتعاهده من أمر اهل الخراج.
تعاهد اهل الخراج وانظر كل ما يصلحهم فان في صلاحهم صلاح من سواهم ولا صلاح لمن سواهم الا بهم لأنهم الثمال (2) دون غيرهم والناس عيال عليهم فليكن نظرك في عمارة ارضهم وصلاح معايشهم أشد من نظرك في زجاء (3) خراجهم فان الزجاء لا يكون الا بالعمارة ومن يطلب الزجاء بغير العمارة يخرب البلاد ويهلك العباد ولا يقيم ذلك الا قليلا ولكن اجمع اهل الخراج من كل بلد (مؤكدا " عليهم بصلاح بلدهم - خ) ثم مرهم فليعلموك حال (4) بلادهم والذي فيه صلاحهم وحال ارضهم ورجاء خراجهم ثم سل عما يرفع إليك اهل العلم من غيرهم فان شكوا إليك ثقل خراجهم أو علة دخلت عليهم من انقطاع شرب (5) أو فساد ارض غلب عليها غرق أو عطش أو آفة مجحفة (6) خففت عنهم ما ترجو ان يصلح الله به ما كان من ذلك وأمر بالمعونة على استصلاح ما كان من أمورهم فيما لا يقوون عليه فان الله جاعل لك في عاقبة الاستصلاح غبطة وثوابا " (7) ان شاء الله فاكفهم مؤنة ما كان من ذلك ولا تثقلن شيئا " خففته عنهم ولا احتملته من المؤنات عنهم فإنما هو ذخر لك عندهم يقوون به على عمارة بلادك وتزيين ملكك مع ما يحسن الله به من ذكرك وتستجمهم (8) به لغدك ثم تكون مع ذلك بما ترى من عمارة ارضهم