الآثام فلا يكونن لك بطانة (1) فإنهم أعوان الآثمة واخوان الظلمة و أنت واجد منهم خير الخلف ممن له مثل آرائهم ونفاذهم وليس عليه مثل آصارهم (2) وأوزارهم ممن لم يعاون ظالما " على ظلمه ولا آثما " على اثمه أولئك أخف عليك مؤونة وأحسن لك معونة وأحنى (3) عليك عطفا " وأقل لغيرك ألفا " فاتخذ أولئك خاصة لخلوتك وحفلاتك ثم ليكن آثرهم عندك أقولهم بمر الحق (لك - خ) وأقلهم مساعدة فيما يكون منك مما كره الله لأوليائه واقعا " ذلك من هواك حيث وقع والصق باهل الورع والصدق ثم رضهم (4) على أن لا يطروك ولا يبجحوك بباطل لم تفعله فان كثرة الاطراء تحدث الزهو (5) وتدنى من العزة، ولا يكونن المحسن والمسئ عندك بمنزلة سواء فان في ذلك تزهيدا " لأهل الاحسان في الاحسان وتدريبا " لأهل الإسائة على الإسائة والزم كلا منهم ما الزم نفسه واعلم أنه ليس شئ بأدعى إلى حسن ظن وال برعيته من احسانه إليهم وتخفيفه المؤونات عليهم وترك استكراهه إياهم على ما ليس له قبلهم فليكن منك في ذلك امر يجتمع لك به حسن الظن برعيتك فان حسن الظن يقطع عنك نصبا " (6) طويلا وان أحق من حسن ظنك به لمن حسن بلاؤك عنده وان أحق من ساء ظنك به لمن ساء بلاؤك عنده ولا تنقض سنة صالحة عمل بها صدور هذه الأمة واجتمعت بها الألفة وصلحت عليها الرعية ولا تحدثن سنة تضر بشئ من ماضي تلك السنن فيكون الاجر لمن سنها والوزر عليك بما نقضت منها، وأكثر مدارسة العلماء ومنافثة الحكماء في تثبيت ما صلح عليه امر بلادك وإقامة ما استقام به الناس قبلك واعلم أن الرعية طبقات لا يصلح بعضها الا ببعض ولا غنى ببعضها عن بعض فمنها جنود الله ومنها كتاب العامة والخاصة ومنها قضاة العدل ومنها عمال الانصاف والرفق ومنها
(٣٣٢)