المربط قال فبقي محمد بن الحسن ساعة ينتظر الثمن فلما أبطأ الثمن قال جعلت فداك الثمن قال الميعاد إذا كان الغداة فرجع إلى أبي حنيفة فأخبره فسره بذلك فرضيه منه فلما كان من الغد وافى أبو حنيفة فقال أبو عبد الله عليه السلام جئت لتقبض ثمن البغلة لا شئ قال نعم ولا شئ ثمنها قال نعم فركب أبو عبد الله عليه السلام البغلة وركب أبو حنيفة بعض الدواب فتصحرا جميعا " فلما ارتفع النهار نظر أبو عبد الله عليه السلام إلى السراب يجرى قد ارتفع كأنه الماء الجاري فقال أبو عبد الله عليه السلام يا أبا حنيفة ماذا عند الميل (1) كأنه يجرى قال ذاك الماء يا ابن رسول الله فلما وافيا الميل وجداه امامهما فتباعد فقال أبو عبد الله عليه السلام اقبض ثمن البغلة قال الله تعالى كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا " ووجد الله عنده قال فخرج أبو حنيفة إلى أصحابه كئيبا " (2) حزينا " فقالوا له ما لك يا أبا حنيفة قال ذهبت البغلة هدرا " وكان قد أعطى بالبغلة عشرة آلاف درهم.
* (71) باب ان من اشترى الظهر ولم يشترط الأحلاس والأقتاب فله الظهر مجردة منها * 1661 (1) ك 324 ج 13 - القاضي نعمان المصري صاحب الدعائم في كتاب شرح الاخبار عن عمر بن حماد القتادة بإسناده عن انس قال كنت مع عمر بمنى إذ أقبل اعرابي ومعه ظهر فقال لي عمر سله هلا يبيع الظهر (3) فقمت اليه فسئلته فقال نعم فقام اليه فاشترى منه أربعة عشر بعيرا " ثم قال يا أنس الحق هذا الظهر فقال الأعرابي جردها من أحلاسها وأقتابها (4) فقال إن ما اشتريتها بأحلاسها وأقتابها فاستحكما عليا " (ع)