ورجاء خراجهم وظهور مودتهم وحسن ثنائهم (1) واستفاضة الخير فيهم أقر عينا " وأعظم غبطة وأحسن ذخرا " منك بما كنت مستخرجا " منهم بالكد والاجحاف فان حزبك امر تحتاج فيه إلى الاعتماد عليهم وجدت معتمدا " بفضل قوتهم على ما تريد بما ذخرت فيهم من الجمام (2) وكانت مودتهم لك وحسن ظنهم فيك وثقتهم بما عودتهم من عدلك ورفقك مع معرفتهم بعذرك فيما حدث من الأمور قوة لهم يحتملون بها ما كلفتهم ويطيبون بها نفسا " بما حملتهم فان العدل يحتمل بإذن الله ما حملت عليهم وعمران البلاد أنفع من عمران الخزائن لان مادة عمران الخزائن انما تكون من عمران البلاد فإذا خربت البلاد انقطعت مادة الخزائن فخربت بخراب الأرض وانما يؤتى خراب الأرض وهلاك أهلها من إسراف أنفس الولاة في الجمع وسوء ظنهم بالمدة وقلة انتفاعهم بالعبر ليس بهم (3) الا ان يكونوا يعرفون ان التخفيف واستجمامهم إياها بذلك في العام للعام القابل والانفاق على ما ينبغي الانفاق عليه منها (ما - خ) هو أزجى لخراجها وأحسن لأثرهم فيها ولكنهم يقولون ويقول القائل لهم لا تؤخروا جباية العام إلى قابل كأنكم واثقون بالبقاء إلى قابل ولكفى عجبا برأيهم في ذلك ويرى من يزينه لهم فما الوالي الا على احدى منزلتين اما ان يبقى إلى قابل فيكون قد اصلح ارضه واستصلح رعيته فرأى حسنا " من عاقبة امره في ذلك ما تقربه عينه ويكثر به سروره و تقل به همومه ويستوجب به حسن الثواب على ربه واما ان تنقطع مدته قبل قابل فهو إلى ما عمل به من اصلاح واحسان (إلى رعيته - خ) أحوج والثناء عليه أحسن والدعاء (له - خ) أكثر والثواب له عند الله أفضل وان جمع لغيره في الخزائن ما أخرب به البلاد واهلك به الرعية صار مرتهنا " لغيره والاثم فيه عليه وليس يبقى من أمور الولاة الا ذكرهم وليسوا
(٣٢٤)