مودة الأجناد فإذا كانوا كذلك سلمت صدورهم وصحت بصائرهم و اشتدت حيطتهم من وراء أمرائهم ولا تكل جنودك إلى غنائمهم خاصة أحدث لهم عند كل مغنم عطية من عندك تستضريهم (1) بها وتكون داعية لهم إلى مثلها ولا حول ولا قوة الا بالله واخصص اهل الشجاعة والنجدة بكل عارفة وامدد لهم أعينهم إلى صور عميقات ما عندهم بالبذل في حسن الثناء وكثرة المسألة عنهم رجلا رجلا وما ابلى في كل مشهد و إظهار ذلك منك عنه فان ذلك يهز الشجاع ويحرز غيره ثم لا تدع مع ذلك أن تكون لك عليهم عيون من اهل الأمانة والصدق يحضرونهم عند اللقاء ويكتبون بلاء كل منهم حتى كأنك شهدته (2) ثم اعرف لكل امرئ منهم ما كان منه ولا تجعلن بلاء امرئ منهم لغيره ولا تقصرن به دون بلائه وكاف كل امرئ منهم بقدر ما كان منه واخصصه بكتاب منك تهزه به وتنبئه بما بلغك عنه ولا يحملنك شرف امرئ على أن تعظم من بلائه صغيرا " (3) ولا ضعة (4) امرئ ان تستخف ببلائه ان كان جسيما " ولا تفسدن أحدا " منهم عندك علة عرضت له أو نبوة (5) كانت منه قد كان له قبلها حسن بلاء فان العز بيد الله يعطيه إذا شاء ويكفه إذ شاء ولو كانت الشجاعة تفتعل لافتعلها أكثر الناس ولكنها طبايع بيد الله ملكها وتقدير ما أحب منها وان أصيب أحد من فرسانك وأهل النكاية المعروفة في أعدائك فاخلفه في اهله بأحسن ما يخلف به الوصي الموثوق به في اللطف بهم وحسن الولاية لهم حتى لا يرى عليهم اثر فقده ولا يجدون لمصابه فان ذلك يعطف عليك قلوب فرسانك ويزدادون به تعظيما " لطاعتك وتطيب النفوس بالركوب لمعاريض (6) التلف في تسديد (7)
(٣٢٠)