أمورهم ويجمعون من منافعهم ويأمنون من خواصهم وعوامهم ولا قوام لهم جميعا " الا بالتجار وذوي الصناعات فيما ينتفعون به من صناعاتهم و يقومون به من أسواقهم ويكفونهم به من مباشرة (1) الاعمال بأيديهم والصناعات التي لا يبلغها رفقهم والطبقة السفلى من اهل الحاجة والمسكنة يبتلون بالحاجة إلى جميع الناس وفى الله لكل سعة ولكل على الأمير حق بقدر ما يحق له وليس يخرجه من حقه ما ألزمه الله من ذلك الا بالاهتمام به والاستعانة بالله عليه وان يوطن نفسه على لزوم الحق فيما وافق هواه (ا - خ) وخالفه.
وفيه ذكر ما ينبغي للوالي ان ينظر فيه من امر جنوده.
ول امر جنودك أفضلهم في نفسك حلما " واجمعهم للعلم وحسن السياسة وصالح الاخلاق ممن يبطئ عن الغضب ويسرع إلى العذر و يرأف (2) بالضعيف ولا يلح على القوى ممن لا يسره (3) العنف ولا يقعد به الضعف والصق بذوي الفقه (4) والدين والسوابق الحسنة ثم باهل الشجاعة منهم فإنهم جماع للكرام وشعبة من العز ودليل على حسن الظن بالله والايمان به ثم تفقد من أمورهم ما يتفقده الوالد من ولده ولا تعظمن في نفسك شيئا " أعطيتهم إياه ولا تحقرن لهم لطفا " تلطفهم به فإنه يرفق بهم كل ما كان منك إليهم وان قل ولا تدعن تفقد لطيف أمورهم اتكالا على نظرك في جسيمها فان للطيف موضعا " ينتفع به وللجسيم موضعا " لا يستغنى (فيه - ك) عنه وليكونوا آثر رعيتك عندك وأفضلهم منزلة منك وأسبغ عليهم في التعاون وأفضل عليهم في البذل ما يسعهم ويسع من وراءهم من أهاليهم حتى يكون همهم خالصا " في جهاد عدوك وتنقطع همومهم مما سوى ذلك وأكثر اعلامهم ذات نفسك لهم من الأثرة والتكرمة وحسن الارصاد وحقق ذلك بحسن الآثار فيهم واعطف عليك قلوبهم باللطف فان أفضل قرة أعين الولاة استفاضة الامن في البلاد وظهور