تسكن بها غضب الرب تبارك وتعالى واعلم أنى سمعت أبي يحدث عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام أنه سمع عن النبي صلى الله عليه وآله يقول لأصحابه يوما " ما آمن بالله واليوم الآخر من بات شبعانا " وجاره جائع فقلنا هلكنا يا رسول الله فقال من فضل طعامكم ومن فضل تمركم و رزقكم وخلقكم وخرقكم تطفئون بها غضب الرب وسأنبئك بهوان الدنيا وهوان شرفها على من مضى من السلف والتابعين ثم ذكر حديث زهد أمير المؤمنين عليه السلام في الدنيا وطلاقه لها إلى أن قال وقد وجهت إليك بمكارم الدنيا والآخرة عن الصادق المصدق رسول الله صلى الله عليه وآله فان أنت عملت بما نصحت لك في كتابي هذا ثم كانت عليك من الذنوب والخطايا كمثل أوزان الجبال وأمواج البحار رجوت الله ان يتجافى عنك جل وعز بقدرته يا عبد الله إياك ان تخيف مؤمنا " فان أبى محمد بن علي حدثني عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب عليه السلام انه كان يقول من نظر إلى مؤمن نظرة ليخيفه بها أخافه الله يوم لا ظل الا ظله وحشره في صورة الذر لحمه وجسده وجميع أعضائه حتى يورده مورده وحدثني أبي عن آبائه عن علي عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال من أغاث لهفانا " (1) من المؤمنين أغاثه الله يوم لا ظل الا ظله وآمنه يوم الفزع الأكبر وآمنه من سوء المنقلب ومن قضى لأخيه المؤمن حاجة قضى الله له حوائج كثيرة من إحداها الجنة ومن كسى اخاه المؤمن من عرى كساه الله من سندس (2) الجنة واستبرقها (3) وحريرها ولم يزل يخوض في رضوان الله ما دام على المكسو منه سلك ومن أطعم اخاه من جوع اطعمه الله من طيبات الجنة ومن سقاه من ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم (4) ريه ومن أخدم اخاه اخدمه الله من
(٣٠٩)