واما سقطات الألفاظ وهو الخطأ فيه والتكلم بردية وساقطة وبما لا ينبغي وظاهر انه جريمة، إذ لا معنى للجريمة الا ما اكتسبه الانسان من الافعال مخالفا للقانون العدلي الذي هو غاية الشرائع من التكاليف البشرية.
واما هفوات اللسان وهي زلله فظاهر انه جريمة أيضا وهو علة لسقطات الألفاظ فان بهفوات اللسان قد يقع الردى من القول (1).
واما سهوات الجنان فقد عرفت ان المقصود بالقلب النفس الا ان القلب لما كان المتعلق الأول للنفس أطلق اسمه عليها مجازا اطلاقا لاسم المتعلق على المتعلق ولأنه الظاهر المتعارف بين الخلق من لب (2) الانسان لخفاء تصور النفس على أكثر الناس.
وسهواته غفلات النفس عن مطالعة الخزانة التي فيها الامر المغفول عنه اما معنى أو صورة لاشتغالها بمهم آخر أو (3) بمعارضة الوهم لها حال التفاتها إلى ذلك مع بقائه في تلك الخزانة، وهذا القدر هو الفارق بين السهو والنسيان فان النسيان يشترط فيه مع ذهول النفس عن الامر انمحاؤه (4) من الخزانة بالكلية وهذه السهوات هي من أسباب الهفوات التي هي من أسباب السقطات والرمزات، وأسباب الجرائم في العرف الظاهر جرائم وإذا كانت جرائم مستقبحة تعاب على من وقعت منه لاجرم كان طالبا لسترها ملتمسا لغفرها ومعدا نفسه بالابتهال الصادق للعصمة منها.
بقي سؤلان أحدهما - ان يقال: ان سهوات الجنان غير مؤاخذ بها، إذ لا يدخل في التكليف فلم يطلب غفرانها ويلتمس سترها؟!