ومثل هذا الحديث الحديث الآخر وهو قوله عليه الصلاة والسلام لعبد الله بن عمرو: " كيف أنت إذا بقيت في حثالة من الناس قد مرجت عهودهم وأماناتهم ": أي لا يستقرون على عهد، ولا يقيمون على عقد، يصفهم عليه الصلاة والسلام بقلة الثبات، وكثرة الانتقالات. والمراد أصحاب الأمانات والعهود، وإن كان ظاهر اللفظ يتناولها وصريح الكلام يتعلق بها. وذلك أيضا من جملة المجازات المقصود بيانها في هذا الكتاب. والحثالة: الردئ من كل شئ. وأصله ما يتهافت من قشارة التمر والشعير. يقال:
حثالة وجفالة وحفالة وجثالة (1). فشبه عليه الصلاة والسلام بذلك الرذال (2) الباقين من الخيار الذاهبين. وهذا أيضا داخل في باب المجاز (3).
37 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام وقد خرج ذات